يمتلك الكاتب الصحفي الكبير عادل حمودة كل شيء.. كل شيء ليكسب عقول وقلوب مشاهديه.. مثلما كسب على مدي نصف قرن أو يزيد عقول ووجدان قرائه .. الذين تابعوه في أكثر من صحيفة .. من روزا اليوسف إلى البيان الاماراتية ومن مجلة الشرقية وجريدة الوادي إلي جريدة الأهرام .. ربما كانت الصحيفة الوحيدة التي فضلت أن تخسره على أن تكتشف أن قدرات بعض قياداتها بلغوا من الإدارة والتحرير أرذل العمر دون امتلاك موهبة حقيقية توازي قيمة الاهرام العظيم.. فآثروا أن يتركوه.. كنسيج لا ينتمي إليهم .. ويكشفهم أمام أنفسهم.. تركوه يمضي ليؤسس الصحف الواحدة تلو الأخرى.. من صوت الأمة إلى الفجر - كنت هناك .. حيث تلك البدايات.. بينما ياسين سراج الدين ولمعي المطيعي وعدلي المولد وعصام اسماعيل فهمي - و كان وقتها يمتلك شركة ساوند أوف اميركا للصوتيات.. والتي تحولت إلى دار سفنكس العتيدة للنشر ..بفضل عادل حمودة وكتبه الشهيرة .. سواء آلتي التي ألفها وكتبها بقلمه.. أو تعاقد عليها من تأليف كتاب آخرين .. منحهم الفرصة للذيوع والشهرة كأصحاب كتب (كنت أحدهم عندما قدم لي وأصدر كتابي نواب الكيف .. وبعدي قدم عمرو خفاجي في كتاب عن الوزير شيخ العرب .. وقدم غيرنا الكثير من الزملاء ). كنت هنآك عندما حقق عادل حمودة لعصام إسماعيل فهمي اكبر أمنياته في إنشاء دار نشر مهمة . ثم صحيفه خطيرة مهمة كانت ولاتزال علامة صحفية وهي صوت الأمة .التي باعت شهرتها في عهده وظهرت أسماء لمعت صحفيا بالعمل فيها .. ثم خرج منها ليؤسس تجربة اعرض واهم .. وهي صحيفة الفجر .
- منحتني الأقدار محبة واهتمام الأستاذ عادل حمودة . . وتلك هي كاريزما وشباب وقيمة مؤسسة روزا اليوسف الدائمة ( ستنا فاطمة..عمنا الكبير جدا صلاح حافظ .. أكثر اقلام مصر رشاقة وموهبة .. خرجت من تحت يديه موهبتان صحفيتان مصقولتان هما الأستاذ عادل وان كان تمتع بنضج وموهبة وقدرة مكنته من التعامل مع الاستاذ بما هو أكبر من موقع التلميذ.. والثاني هو الصحفي الكبير الراحل الاستاذ شفيق احمد علي .. الذي رثيته في صباح الخير في مقال بعنوان الصحفي الذي تسكنه النزاهة.
الحب والاهتمام الذي حظيت به منه .. في روزا اليوسف.. كثير منه أيضا لكل من عمل معه في تلك الفتره من عام ١٩٩٢ حتي خرج إلى الأهرام .. حظي به عيسي وخفاجي والابراشي وسلامة وحتي عبد الله كمال . الأستاذ عادل حمودة يكمل مسيرة روزا اليوسف.. ومسيرة الحب والدعم التي يمنحها الآباء العظام للمهنة في روزا اليوسف للأبناء الجدد .. تلك قيمة مهمة ومتكررة في هذه المؤسسة العريقة.
في بث مباشر مثير على صفحته كشف عادل حموده سرا من الأسرار التي قد تقلب الدنيا رأسا علي عقب.. بث من أهم ماقدمه عادل حموده منذ أن فكر أن تكون له قناة يطل منها على جمهوره الذى عشق قلمه فتابعه كاتبا . ثم احب إطلالته التليفزيونية فتابع برامجه المتنوعة في تلفزيون النهار وربما فضائيات أخرى. والآن يجرب عادل الإقتراب من جمهورية السوشيال ميديا . . ليفاجأ في أول أيام البث أن هناك تقريباً أربعون ألف متابع انضموا إلى هذه القناة. ليقول لهم بمنتهي التجرد والثقة : أرجوكم لاتسلموا عقولكم أو وجداناتكم مرة أخرى لأحد هكذا . بمن فيهم انا .. أهمية أن تختبروا صدقية هذا التسليم ومدى استحقاق الأشخاص له مرتين وثلاثا وعشرا ..بعد كارثة التسليم لـ" الإخوان المسلمين". هكذا ناشد حموده جمهور مستمعيه الذين استطاع أن يستأثر بعقولهم وقلوبهم .. ليس عن طريق الثقة التي حازها منهم فقط .. ولا الصدق الذي كان عربون اطلالاته عليهم بعد ذلك .. وإنما لأنه - كما قلت يمتلك أدوات كثيرة - أولها تاريخه الطويل .. فقد قدم للقاريء المصري والعربي الكثير عن كل شيء : عن الحياة والحب والحرب .. عن السفر والرحلات . عن البنات : العجمي والقمر وحتى بنات بولاق .. عن أميركا الجنة والنار. عن الدكتاتوريات العسكرية والانقلابات. عن كلمة نجيب للتاريخ. وعن إغتيال عبد الناصر . . وعن هيكل وحياته وفكره ..عن معني أن تكون هناك تصنيفات للشخصيات في الحياة ومن يوضع في الخانة ألف ومن يوضع في الخانة ب ..قدم لنا معنى الجاسوسية والتدين .. وحدثنا عن صلاة الجواسيس .. وعن الحب وغزل البنات .. عن الحرب والسلم .. عن الالحاد والكفر.. عن الفطيرة اليهودية ومعاداة السامية.. عن النيل والفضائح التي جرت على ضفافه .. عن سقوط رجال أعمال وسياسة وأدباء وشعراء .. عن فاتنات السينما واساطين الفن السابع.. عن كلمة السر في الصحافة : الحرية.
يمتلك حموده كاريزما تمسك باسماع الناس.. يمتلك وسامة الكلمة الجميلة والتعبيرات المنحوته وينثرها وفي حروفه وصفحاته بجمال شديد .. تعبيراته مسكوكة كما عملات الذهب بجمال ودقة وابداع شديد .. امتلاكه للمعلومة والمعرفة والمتابعة و العلاقات الشخصية .. و.. السفر المستمر . والانفتاح على الثقافات.. وامتلاك العقل الواعي الذكي...كل هذا صنع هذا الكاتب الكبير الجميل.
عادل حمودة الاستاذ.. الذي خرجت من تحت يديه اغلب النجوم في شارع الصحافة اليوم .. منها من حافظ على موهبته واحترامها ومنهم من أضاعها بأشياء عبثية ربما طمعا في ذهب المعز أو خوفا من سيفه .. ومنها من كاد يصل إلى مرتبة مهمة .. لكنه في الطريق سقط في فخ الصهيونية والامبربالية الاستعمارية .
في هذا البث الجديد الذي يقدمه عادل حمودة يكشف لأول مرة أن أسطورة التنويريين العتيدين الشيخين الأفغاني ومحمد عبده كانا عميلين انجليزيين بامتياز .. أحدهما استفاد من اللورد كرومر المندوب السامي في مصر في ذلك الوقت أثناء الإحتلال البريطاني -1882-1954 الذي وسده مقام الإمامة والافتاء فحظي بمكانة هائلة .. حتي أنه ساعده على تأسيس صحيفة اسمها الشعب في صدر القرن الماضي لتكون صوتا للمتدينين في مواجهة الصوت المناهض للانحليز والمطالب بالجلاء والاستقلال عنهم. والثاني وهو الإمام محمد عبده الذي يعتبر أيقونة من أيقونات التنوير في صدر هذا القرن الذي نتحدث عنه .. وقد أثبت باحث أميركي جديد هو روبرت دريفوس بالوثائق أن محمد عبده تعاون وتحالف مع المخابرات البريطانية عام 1885!
- ليست هناك خصومة بالقطع بين عادل حمودة وبين الأفغاني ومحمد عبده .. لكن القيمة هنا هي كيف قدم عادل هذا الخبر الصادم الناس؟!
لقد قدمه مع مناشدة.. وأمل ورجاء.. رجاء صادق وحقيقي.. كل حرف منه يقطر صدقا..
رجاء : لاتسلموا عقولكم ووجداناتكم مرة أخرى لأحد إلا بعد اختبارات عديدة وشديدة الصرامة.
-------------------------------
بقلم: محمود الشربيني