كلمات قاطعة، قطعت الطريق على الحكوميين أكثر من الحكومة، وعلى الدولجية أكثر من رجال الدولة، وعلى كل متشدق ضد حرية الإعلام.. كلمات قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اجتماعه مع رؤساء هيئات الإعلام، حملت رسائل نارية ولا تحتمل التأويل مطلقا، حديث الرئيس كان بوضوح عن استيعاب كل الأصوات الوطنية والمعارضة الحقيقية تحت عباءة الوطن الكبرى، وكذا اتاحة المعلومات للإعلام لتفسير كثير من المشكلات اليومية للمواطن وأيضا الحديث عن حسن التعامل مع الإعلام والصحفيين دون تفرقة.
فى حقيقة الأمر أن هذه الكلمات والرسائل قد أسقطت ورقة التوت من فوق أجساد المسؤولين، وخاصة فى صعيد مصر ومن ظن منهم أنهم ملائكة لا يأتيهم الخطأ من فوقهم أو أسفل منهم.
حديث الرئيس أوضح أن هناك مسؤلين يقتلهم الغرور وأحيانا الاكتفاء بنماذج المطبلين من الإعلام والمسبحين بحمدهم، والذين يقيمون الليل إرضاء لهم، وفى الحقيقة بعض الزملاء بات التسبيح بحمد المسؤول خصالا شخصية لهم.
أعرف تماما بعض المحافظين يغلقون أبواب محافظاتهم فى وجه المواطن والإعلامي ويعيشون فى كوكب فضائي، قراراتهم مختطفة من خلال عش دبابير يسكن هذه الدواوين، حتى أن مكاتبهم أيضا تحولت إلى غرف محصنة بالغرور من مسؤوليها وبثقة مفرطة أن البلاد والعباد لا تعنى لهم الكثير.
هم تقريبا يغادرون للعاصمة كل 72 ساعة وصلاتهم قصر طوال الوقت، ويحدثونك حتى الصباح عن المؤسسية والتنمية المستدامة وأشياء خزعبلية لا تعنى الكثير، وفى محافظاتهم يحلق الفساد بجناحيه شمالا وشمالا، ويفعل أصغر موظف ما يحلو له وبمباركة قيادات أخرى فى داووين هذه المحافظات.
أستثنى بشدة نماذج متواضعة ترفع لافتة "إنك ميت وإنهم ميتون" ويعلم صاحبها أنه غير مخلد وأن وجوده مرحلة وستمر من الزمن، وفى القلب منهم محافظ الاقصر والذي أقسم أننى لم ألتقه ولكنى أرصد جولاته فى الشارع وهو تقريبا المحافظ الوحيد فى جنوب الصعيد الذى يجيب على هاتفك ومقتنع أنه إنسان وليس ملاكا يمشى على الأرض، ولا يتوعد من يجرؤ أن يذكر اسمه بالقضاء والقضايا.
باتت حركة المحافظين واجب وطنى وأخلاقي، وهي المتوقعة عقب انتخابات مجلس النواب، وللمرة الرابعة باتت مناشدة وزيرة التنمية المحلية برفع الأمن الإدارى من أبواب دواوين المحافظات أو إجبارهم على احترام المواطن، وكذا السماح لهم حتى بالدخول لتناول "كوب مياه" فى شارع درجة الحرارة به تقارب الـ 50 درجة.
من قلبى تحية للرئيس الذي انتصر للحريات والصحفيين والإعلام وقال قوله الفصل فى هذا الموضوع، ولا سامح الله من يرى نفسه نبيا ورسولا يسكن فى محراب ويحرس محرابه أشقياء فى ماضيهم وحاضرهم.. ستكتب شهادتهم ويسألون.. صدق الله العظيم
-------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ