22 - 10 - 2025

إسرائيل تقصف خيمة الصحفيين وتغتال مراسلي الجزيرة بغزة أنس الشريف ومحمد قريقع

إسرائيل تقصف خيمة الصحفيين وتغتال مراسلي الجزيرة بغزة أنس الشريف ومحمد قريقع

أفاد مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الليلة باستشهاد مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة الصحفيين قرب المستشفى. 

وقال مراسل الجزيرة هاني الشاعر إن القصف أسفر أيضا عن استشهاد المصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل. وأضاف المراسل أن مسيّرة إسرائيلية استهدفت خيمة الصحفيين الملاصقة لمستشفى الشفاء. 

وفي بيان نشره بعيد الغارة، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الزميل أنس الشريف. وكان المراسل قال إن قصفا إسرائيليا استهدف البوابة الرئيسية لمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة. وأشار مراسل الجزيرة إلى أن الزملاء المستهدفين ربما كانوا يعتقدون أن المكان آمن. 

وقالت قناة CNN إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف الصحفي أنس الشريف وقتله، بعد أن اتهمه بقيادة خلية تابعة لحركة حماس، كما قُتل في الغارة الصحفي البارز الآخر في الجزيرة، محمد قريقع. وقالت الجزيرة في بيانها عقب الهجوم: “إن إصدار الأمر بقتل أنس الشريف، أحد أشجع صحفيي غزة، مع زملائه، هو محاولة يائسة لإسكات الأصوات قبل اجتياح القطاع".  

وكتب الشريف على وسائل التواصل الاجتماعي في الدقائق الأخيرة قبيل مقتله: “إذا لم يتوقف هذا الجنون، ستتحول غزة إلى أنقاض، وستُخرَس أصوات أهلها، وتُمحى وجوههم — وسيسجل التاريخ أنكم كنتم شهودًا صامتين على إبادة جماعية اخترتم ألا توقفوها".  

وبحسب مدير مستشفى الشفاء، الدكتور محمد أبو سلمية، كان الشريف داخل خيمة مع عدد من الصحفيين قرب مدخل المستشفى عندما استهدفته الغارة، التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص. 

وقد اتهم الجيش الإسرائيلي أنس الشريف بقيادة خلية تابعة لحماس في غزة، “نفّذت هجمات صاروخية ضد مدنيين إسرائيليين وقوات الجيش”، وادعى الجيش في بيان بعد الغارة أنه كان قد قدّم في السابق “معلومات استخباراتية ووثائق عديدة عُثر عليها في غزة تثبت بشكل قاطع انتماءه العسكري لحماس".  

وردّ الشريف في منشور عبر وسائل التواصل الشهر الماضي بعد أن اتهمه الجيش الإسرائيلي بالانتماء إلى حماس، قائلاً: “أؤكد مجددًا: أنا أنس الشريف، صحفي بلا أي انتماءات سياسية ومهمتي الوحيدة هي نقل الحقيقة من الميدان — كما هي، دون تحيّز"، وأضاف: “في وقتٍ يفتك فيه الجوع القاتل بغزة، أصبح قول الحقيقة، في نظر الاحتلال، تهديدًا".  

وكانت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) قد عبّرت في يوليو عن “قلقها البالغ” على سلامة الشريف، وأفادت أن الصحفي كان يخشى على حياته بعد أن استُهدف بـ”حملة تشويه عسكرية إسرائيلية”، يعتقد أنها تمهيد لاغتياله, ووصفت الأمم المتحدة الاتهامات الموجهة للشريف بأنها “هجمات إلكترونية وادعاءات لا أساس لها"، 

وقالت إيرين خان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير، قبل أسبوعين: “أنا في غاية القلق من التهديدات المتكررة والاتهامات التي توجهها القوات الإسرائيلية إلى أنس الشريف، آخر صحفي من الجزيرة لا يزال على قيد الحياة في شمال غزة".  

وكان الشريف متزوجًا وأبًا لطفلين، وقد أعدّ رسالة أخيرة في حال استشهاده، تداولها زملاؤه بعد وفاته، جاء فيها: “أحثكم على ألا تُخرِسكم القيود، ولا تُقيّدكم الحدود، وأن تكونوا جسورًا نحو تحرير الأرض والشعب، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على وطننا المحتل"

واغتالت إسرائيل في غزة خلال الفترة الممتدة منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى بداية أغسطس الجاري أكثر من 225 صحفيا ويرفع الاستهداف الأخير عدد الصحفيين الذين استشهدوا بعمليات الاحتلال إلى أكثر من 230 صحفيا

ووصف خالد البلشي نقيب الصحفيين المصريين استشهاد الزملاء أنس الشريف ومحمد قريقع مراسلي الجزيرة والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل في استهداف صهيوني مباشر لخيمة الصحفيين بمحيط مجمع الشفاء، بأنه جريمة جديدة بحق الصحافة، وأضاف البلشي: الإبادة مستمرة.. واستهداف ناقلي الحقيقة مستمر.. والعجز مستمر.
------------------------
الجزيرة نت و سي إن إن