يـُطل علينا "النجم" محمد رمضان، الملقّب – عن جدارة – بـ"فارس قيم الفن المعاصر" من قاعة أسرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبتسماً ابتسامة المنتصر، وكأنّه عاد من معركة تحرير الأرض، بينما في الحقيقة، أهلنا في غزة ما زالوا تحت النار التي كان ترامب نفسه أحد مهندسيها.
لكن مهلاً، لا تظنوا أن اللقاء مجرد صورة تذكارية! فالرجل صاحب "رصيد فني" حافل: من أفلام ومسلسلات جعلت البلطجة بطولة، والانحراف حرية، والابتذال فناً. لقد علّم أبناءنا – بالمجان – كيف يرفعون السلاح في وجه الكاميرا، وكيف يتحدثون بلسان السوق، وكيف يظنون أن الصخب هو الرجولة.
ومن شدة إخلاصه للمهمة، انتشرت "مدرسته الفنية" في الشوارع: مراهقون يقلدون حركاته، فتيات يتسابقن على مشيته، وشباب يختزلون حياتهم في استعراضات خاوية… وكأننا في برنامج لتأهيل الجيل الجديد على حياة الفراغ.
واليوم، جاء التكريم. تكريم على ماذا؟ على إفساد الذوق؟ على تعليم الجيل كيف يعيش بلا قدوة؟ على المساهمة في مشروع محو الهوية؟ أياً كانت الإجابة، فالوسام استحقه بامتياز .. فقد أدى الدور بإخلاص، حتى صارت صورته في وعي الشباب أقوى من صورة المعلّم والمفكّر والمبدع الحقيقي.
أيها الآباء والأمهات، إن كنتم تبحثون عن "حماية" لأولادكم، فلا تنتظروا من الشاشات رحمة. أطفئوا مصادر التلوث، وازرعوا في بيوتكم مناعة فكرية وأخلاقية، فالمعركة الآن ليست مع فنان واحد، بل مع منظومة كاملة تحوّل أبناءكم إلى نسخ مقلّدة من أبطال الوهم.
لقد فُتح الستار على الحقيقة، وظهر بوضوح من هو البطل ومن هو المخرّب. بـَقي أن نقرر: هل نصفّق ونشارك في العرض.. أم نغادر القاعة قبل أن يسدل الستار على مجتمع بلا هوية؟
----------------------------------------
بقلم : إبراهيم خالد