في إطار تعزيز الروابط الثقافية بين مصر وروسيا، وجّه البيت الروسي بالقاهرة دعوة مفتوحة لحضور لقاء التعارف مع الدكتور فاديم زايتشيكوف، المدير الجديد للمراكز الثقافية الروسية في مصر، بقاعة الندوات بالبيت الروسي.
وفي هذا السياق، استعرض الدكتور فاديم زايتشيكوف، المدير الجديد للمراكز الثقافية الروسية في مصر، ملامح خطته لتعزيز العلاقات بين القاهرة وموسكو، مؤكدًا أن مصر تمثل محورًا مهمًا في الاستراتيجية الروسية تجاه الشرق الأوسط، وأن مجالات التعليم والتدريب الفني تحتل موقع الصدارة في أجندة التعاون المشترك.
وأوضح أن بلاده تولي اهتمامًا متزايدًا بالشباب، الذين يشكلون 60% من المجتمع المصري، معلنًا عن إطلاق مدرسة هندسية روسية في مصر خلال هذا العام، لتكون بوابة جديدة لنقل الخبرات العلمية.
وفي كلمته أمام الحضور، شدد زايتشيكوف على أن المركز الثقافي الروسي بالقاهرة سيظل فضاءً جامعًا لكل المصريين، كاشفًا عن خطط لتطوير شامل للبنية التكنولوجية للمراكز.
وأشار إلى أن التعاون الثقافي بين البلدين يمتد لأكثر من ستين عامًا، مع حرص الجانب الروسي على توسيع آفاق العمل المشترك ليشمل قطاعات جديدة، من بينها التعليم المهني وإصلاح السيارات. كما أعلن عن رفع عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب المصريين إلى نحو 400 فرصة سنويًا، إلى جانب تنظيم دورات تدريبية متخصصة.
وخلال اللقاء، استعرض الدكتور شريف جاد، رئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، سجل المشروعات الكبرى التي أنجزتها روسيا في مصر، مشيرًا إلى أنها الدولة الوحيدة التي أنشأت 98 مشروعًا عملاقًا، كان آخرها محطة الضبعة النووية التي تجسد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين.
أما السفير رؤوف سعد، فأعاد التذكير بمبادرته السابقة لإنشاء الجامعة الروسية في مصر، معتبرًا أنها تمثل حجر الأساس لتعاون أكاديمي مستدام بين البلدين، ومثالًا حيًا على قدرة التعليم على بناء جسور التفاهم والتقارب بين الشعوب.
وجاء زايتشيكوف، الذي تعود جذوره الأكاديمية إلى مصر حيث درس سابقًا في جامعة حلوان، اليوم في مهمة تحمل أبعادًا أكبر، واضعًا نصب عينيه إبرام اتفاقيات للتوأمة بين الجامعات المصرية والروسية.
اللقاء التعارفي، الذي أقيم مساء اليوم ، في "البيت الروسي" بالقاهرة، جمع نخبة من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية والإعلامية، من بينهم عضو مجلس نقابة الصحفيين حسين الزناتي، رئيس الوكالة المصرية للفضاء شريف صدقي، سفير مصر الأسبق في موسكو رؤوف سعد، إلى جانب ممثلين عن وزارتي الثقافة والشباب والرياضة، عدد من المخرجين والسينمائيين، ونقابة التشكيليين، ومتحف الفن الإسلامي، وجمعية الصداقة المصرية الروسية.
ويحمل الدكتور زايتشيكوف مسيرة حافلة بالعمل الدبلوماسي والثقافي، حيث شغل منصب نائب مدير المركز الثقافي الروسي بالإسكندرية بين عامي 2005 و2007، ثم مدير المركز الثقافي الروسي في الأردن من 2010 إلى 2016، قبل أن يتولى إدارة المركز الثقافي الروسي في لبنان بين 2017 و2022، إلى جانب إدارته بالتوازي للمركز الثقافي الروسي في سوريا من 2017 إلى 2020.
تخرج زايتشيكوف في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا عام 2004، وحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، والدكتوراه في العلاقات الدولية، ويتقن اللغة العربية بطلاقة.
وقد حظي بتكريم رفيع من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2025 تقديرًا لجهوده المخلصة وتفانيه في العمل على مدى أكثر من عقدين داخل الوكالة الفيدرالية للتعاون الدولي المشرفة على المراكز الثقافية الروسية حول العالم.