12 - 08 - 2025

رشقة أفكار.. أنتم مجانين.. ولا إيه؟!

رشقة أفكار.. أنتم مجانين.. ولا إيه؟!

بقلم / محمود الشربيني


اشك أن هذه الحكومة تعرف ما ذا تعني الحكومة.. ماعملها.. ماالذي تقوم به ؟ ولأجل من تقوم بما تقوم ؟!

كل يوم يصدر عن  هذه الحكومة مايؤكد أنها لا تعرف  لماذا هي حكومة .. ومن أجل من ولصالح من تعمل ؟!

كل يوم و هذه الحكومة -او اللاحكومة بمعني أصح -  في شأن !! " اختراع يا كوتش" كما يقول اعلان تليفزيوني لايوجد أسخف منه .. اختراع لا مثيل له في العالم  .. فلو حدث بشكل حجماعي كانت نهاية سوداء للكون كله.

في دول حديثة العهد بالتقدم والتحضر .. مثل الامارات يستحدث رئيس الدولة في حكومته الجديدة  منصب وزير السعادة .  لاجل عيون شعبه وإسعاد مواطنيه. اختراع حقيقي لم تسببه إليه دول عربية عمرها آلاف أو حتى مئات  السنين !

لمن يريد أن يذاكر التاريخ الحكومات هي المسؤولة عن تنظيم حياة الشعوب .. مهمة الحكومة الأساسية هي إدارة الدولة والمجتمع، وذلك من خلال وضع السياسات العامة للدولة، و"حماية حقوق المواطنين،"الخ


الحكومات المتعاقبة في الدول المتقدمة .. مثل ألمانيا  وانجلترا وفرنسا و سويسرا والسويد عملت منذ زمن بعيد من  أجل  المحافظة على الصحة النفسية والاستقرار النفسي لشعوبها  وتأمين مستويات معيشية  افضل ..تتمتع بسمعة عالية جدا بين مواطنيها .. بعض شعوب هذه البلدان قد يعاني خللا في القدرة النفسية على تحمل كل هذه الرفاهية ..و قد ينتحر  من فرط السعادة التي لا يتحملها!

الحكومات في أوروبا الغربية وحتى دول أوروبا الشرقية تتكالب  على إسعاد مواطنيها .. ولا يمكنها أن ترتكب حماقة واحدة معه .. والا أسقطها الشعب فورا .. من دون أن يملك لها رئيس الدولة أي شيء .  لا يستطيع ولا يملك لها ضرا ولا نفعا.  

ماذا يجري عندنا ؟ الحكومة تصيب المواطن بالجنون! تجري انتخابات مجلس شيوخ ومجلس نواب تحتقرهما ايما احتقار .  حتي أنها لا تحضر جلساتهما ولا استجواباتهما كونها لا تناقش ميزانيتها أمامه .كما أنها لا تحضر  لاهي ولا رئيسها ..- ولا رئيسهم الأعلى -افتتاح أي دور انعقاد  فيه  .. لم يفعلها في أي مرة من المرات!!

.. ومع كل هذا الانفاق على مجالس نيابية لا يعبأ بها أو يهتم بها أحد -حتى لجان الأمن القومي ولجان الشؤون العربية لم نسمع عن عقد أي اجتماعات لها رغم كل هذه الأخطار المحدقة بنا! - يثور السؤال كيف تؤكد  دولة عن نفسها انها "فقيرة اوي" ومع هذا  تصر على تكوين هذه الأشكال السياسية من أنماط و أساليب الحكم . . التي لا تسمن ولا تغني من جوع !

من الجنون أن يتطاول نائب رئيس وزراء ووزير الصحة على المرضي وينتقدهم ويوبخهم لأنهم لم يشكروا الحكومة اولا على علاجها لهم قبل أن ينهالوا عليها بالنقد!

من الجنون أن يبقى وزير تعليم في منصبه رغم ثبوت أنه مزور .. ورغم أن محامين قرروا مقاضاته فوجئنا بتصريح لوالدة هذا الوزير تهددهم بأنهم" إذا لم يسحبوا دعواهم هتجيبهم في اشولة" !!

من الجنون أن يسقط ضحايا على الطرق الجديدة التي تفتخر بها الحكومة ومع هذا تنهار الطرق باستمرار لانها شقت بسرعة أو بغياب ضمير بعض المقاولين.  أو تراخي الرقابة وشيوع بعض حالات الاهمال!

جنون في جنون.. أما صيغة منتهي الجنون فهي ما قرأته  لعمار على حسن  عن "أسعار  الإقامة اليومية لأي نزيل بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية.. فقد أصبحت  تتراوح بين 150 و550 جنيها .. ولا تشمل العلاج والغذاء !

ماذا يعني هذا؟ يعني أن يعجز ذوي هؤلاء المرضى عن دفع كلفة إيوائهم في مصحة نفسية آمنة .. يعجزون عن دفع رسوم الإقامة .. أو حتى رافضين  وراغبين ( من ذوي النفوس الضعيفة) في التخلص من هذا العبء المالي.. فماذا نفعل نحن لو امتلأ الشارع بهؤلاء؟! مالمتوقع أن يحدث ؟! وكيف تتخلى الحكومة - والدولة كلها- عن واجبها في تحقيق الامان النفسي والاجتماعي لمواطنيها؟!والجريمة التى ارتكبها هؤلاء المرضي وكيف سيتركون إلى مصير مجهول كهذا.. يكون الضرر فيه عليهم وعلى الناس!

هذا خبر مزلزل .. وليس مجرد  رؤية جنونية لأحوال البلاد والعباد  في المحروسة .. وبالمناسبة .. ياكل من يتشدق بأن مصر محفوظة بحكم القرآن .. دعوكم من هذه التفاسير .. لان  التفسيرات لا تكون "جهجوني" و تفتح "عالبهلي" هكذا .. من دون أن يكون لها أسانيد قوية  معتبرة ." المحروسة " ليست هكذا "من الباب للطاق" كما يقولون.. وانما لها أسباب وشروط لابد من تحققها .  ولابد أن  أهمها   تطبيق الحكم الرشيد العادل الدارس المخطط المفكر الواعي الذي يحترم الناس ..

تماما كما نقول" لا اله الا الله " و"بحق" لا اله الا الله.. هذه هي شروط أن تطلب  من الله شيئا ..فتعمل "بحق" لا اله الا الله.

كل هذه الأخطار والمشكلات تقوم بها الحكومة.  وهي آمنة تماماً من أي عقاب .  فلا الناس تستطيع معاقبتها باسقاطها عن سلطاتها. فهي ليست سلطة منتخبة.. ولا أحد يستطيع التظاهر ضدها.  والتظاهر مجرم قانونا.  وله إجراءات لطلب القيام به.. كما أن مجالسها الشكلية التي تدير انتخاباتها تجعلها بمأمن من المساءلة.. فهي أعلى كعبا عليها !!

للأسف الشديد أو لسوء الحظ .. لم نحظ  بمتعة أن نتنفس ولو لبضع أعوام .. بعد ثورة مجيدة قام بها الشعب العظيم.  بعد طلوع الروح ونشفان الريق.

ومع هذا فلكل شيء حدا .. ولتعلم الحكومة أنه لايمكن حتي ولو كانت" مصر فقيرة اوي "فعلا .. أنه ليس بالإمكان التخلي عن هؤلاء المرضي النفسيين لأسباب مالية ..  و"الا  تبقوا مجانين فعلا"!

………….

بقلم / محمود الشربيني

مقالات اخرى للكاتب

رشقة أفكار | الغل المصري.. ينبت في قلوب ميتة!