بقلم/ أحمد عادل هاشم
يتصاعد معدل القتل اليومي في غزة بالقصف المدفعي،ويتصاعد في معدل أعداد الفلسطينيين الذين يستشهدون،بالأسحة الخفيفة والمتوسطة،في محيط مركز المساعدات الإنسانية الذي أنشأته أمريكا بحراسة إسرائيلية،كما يتصاعد بدرجة ملفتة أعداد موتى الجوع خصوصا الأطفال دون السادسة، وأما المؤشر العام فقد بلغ الخط الأحمر، حيث بات واضحا أن إمريكا وإسرائيل لن يتنازلا عن إبادة غزة بسلاحها ومقاتليها وسكانها،خصوصا مع أوامر نتينياهو لرئيس أركان الجيش لاإسرائيلي باحتلال غزة بالكامل،بينما يتصاعد الصمت العربي،أمام العربدة الصهيو\أمريكية في المنطقة وفي القلب منها فلسطين المحتلة.
بيد أن القتل والتدمير والتجويع،غير كافيين على ما يبدو، إنما لابد من اغتيال "الشخصية الحمساوية "التي تقاوم وحدها الإجرام الإسرائيلي بواسطة أحدث ما في الترسانة الأمريكية من أسلحة،وتشويه صورتها من خلال الحديث عن حماس باعتبارها تنتمي للتنظيم الإخواني الإرهابي،وليس الفصيل المسلح الذي يقاوم المحتل،فضلا عن كونها،عقبة كؤود في تحقيق سلام"موعود"تتعهد به واشنطن منذ 55 سنة،تضاعف خلالها الإجرام الإسرائيلي بالقتل والطرد وهدم البيوت ومصادرة أراضي القرى الفلسطينية، واعتقالات بالجملة في أسوأ عمليات تعذيب داخل سجون الكرة الأرضية..تكتمل دائرة الانقضاض على حماس من كل حدب وصوت بدخول النخبة العربية الموالية للحكام العرب على الخط، وتبنوا فكرة الشيطنة ،وهم لا يدركون،أن الهدف النهائي إقصاء المقاومة عن كل شبر عربي.
ـ يخرج خليل الحيا،القيادي في حماس،ويصرخ من الآلام التي يعيشها شعبه في غزة والضفة،لعلها صرخة تستنجد الرحمة،لشعب أعزل مكلوم في حياته ومماته..لكن المتربصين بحماس/المقاومة،ارتدوا عباءة الدين وأسسوا هجومهم وتخوينهم لخليل الحيا على عقيدته الإخوانية التي لا تعترف بالأوطان،ما يلمح بعدم ممانعة حماس في الهجرة من غزة ،أسوة بالسيرة النبوية الشريفة،التي هاجر خلالها الرسول من مكة للمدينة..وتم تقطيع الرجل بخنجر"نكران الجميل"وسكين مهاجمة مصر ونظامها من أجل شيطنة حماس أمام المصريين،وانقضوا علي الرجل المكلوم في شعبه تكسيرا وتهشيما لعظامه السياسية..يجب تحطيم حماس بالسلاح والشيطنة،ودون صرخة ألم،وممنوع كذلك على أي عربي يصرخ متألما ،وإلا سيكون من الخائنين والطاعنين لمصر..ينتهى الحال إلى وضع حماس على جدول الممنوعات السياسية داخل الدول الفاعلة في المنطقة،سواء كانت حماس الإخوان أو حماس المقاومة.
باختصار الهدف الأولى بالاهتمام عند نتينياهو وأمريكا،وبلغة أخواننا في الشام الكبير، تشليح الإقليم من المقاومة المسلحة ضرورة استراتيجية،قبل أن يخلع العرب ملابسهم الداخلية (عذرا) عندما يحل موعد التسوية.
ـ عشرات من المجهولين،في تظاهرات "عدائية "لمصر،رفعوا لافتات تطالبها بفتح معبر رفح،بالرغم من أن العالم كله،ومن قبله حماس،تعلم أن إسرائيل تتحمل وحدها مسئولية إغلاق المعبر من الجانب الفلسطيني،ولم تحقق التظاهرات سوى سكب مزيد من زيت الشيطنة على الوجود الحمساوي،سواء بالسلاح،أو بالعباءة الدينية..مشهد لم يستغرق دقيقة على شاشة الفضائيات،يشعل النار في حماس لأكثر من 72 ساعة متواصلة،والهدف تشويه المقاومة لغرض فيي نفس يعقوب،دون أن ينتبهوا أن مثل تلك الأفعال الصغيرة تسىء لنا،وتلقي بأوزارها على الموقف الرسمي للدولة.
مصر،صاحبة المكانة السياسية والقومية في المنطقة،لا يليق بها يجرها الصغار إلى معارك جانبية،وعلى العموم،سرعان ما اختفت تلك التظاهرات قليلة العدد والتأثير،لكن بقى كأس"الشيطنة"في مخيلة قطاع غير قليل من الرأي العام العربي.
ـالاتحاد الأوروبي بقيادة الثلاثي الذي دعم إسرائيل في مجازرها وحصارها لأهل غزة منذ عقدين من الزمان،ينوي الاعتراف بدولة فلسطين،بشرط تسليم حماس السلاح والجلاء عن غزة،بينما صعدت إسرائيل وأعلنت أن أي اتفاق سياسى بشأن تبادل الأسرى،لا ضمانات له،في تحدٍ جديد لما يصفه خبراء التحليل السياسي بالشرعية الدولية..ضجيج استعماري على سرفيس فرنساوي،تقدمه أوروبا للعرب من أجل تشليحهم من رجال وسلاح المقاومة في فلسطين ولبنان وكل البلاد العربية..أيهما الأولى،والأكثر إلحاحا الآن،الحل السياسي أم المخرج الإنساني؟
احتلال غزة بالكامل كما يريد نتينياهو،صافرة إنطلاق"الانقضاض الأخير"على المقاومة الفلسطسنية بالسلاح،والتجويع والتدمير والتشويه والشيطنة..كل أسلحة القتل المادي والمعنوى تحتشد في ميادن المعركة الأخيرة.
نشليح الشعوب العربي من المقاومة،الخطوة الأولى في رسم خرائط نتينياهو ،وهو ما يحدث حاليا في لبنان مع حزب الله..ولهذا حديث آخر.
……………..
بقلم/ أحمد عادل هاشم