06 - 08 - 2025

رشقة أفكار .. اللوحات التجارية "نصباية" المعارض .. والمخالفات المرورية قهر بالجملة !!

رشقة أفكار .. اللوحات التجارية

بقلم : محمود الشربيني


حصوة ملح واحدة تضعونها في أعينكم .. قد تمنعكم من إرتكاب هذا الفعل الفاضح !

آلاف الجنيهات تتم جبايتها من المواطنين . من دون أي مقابل .. أو تقديم  خدمة ؟!  خدمة واحدة فقط !!!

حتي خدمة التظلم من القرارات والمخالفات غير ممكنة ..إذ يشترط أن ترسل التظلمات  في مواعيد محددة بعدها تصبح قيمة  المخالفة ثابته لايمكن إلغاءها  .. كما أنها إذا لم تدفع في الميعاد .. يعاد تسجيلها ضدك مجددا كنوع من العقاب!

ويقول زملاء كبار جدا على علاقة وثيقة بالأجهزة المرورية أن التعليمات الصادرة من فوق للمسئول عن النيابات العامة للمرور هي : لا تتنازل ولا تسمح  باسقاط أي مخالفات تم تسجيلها ضد أحدهم !

يبدو أيضا ان الدولة أسقطت  الحق  الاصيل للمواطن المتضرر من مخالفات المرور في اللجوء إلى القضاء..  فلا محاكم مرور يمكن اللجوء إليها والشكوى منها .  والقرار للنائب العام لنيابات المرور فقط .

بينما كنت اكتب الجزء الاول من هذا المقال .. فاجأني  منشور يبكي القلب ويدمع العيون .. عن هذه المخالفات الفادحة.. كان الناس يضربون كفا بكف .. ويتساءلون بمرارة لماذا كل هذه الجباية  ..وخراب البيوت ؟!

اخترت زوايا أخرى إضافية الكتابة  . . لعل أكثرها  وضوحا هو في هذه النقطة التي شرحها لى عنصر من عناصر الشرطة ..قال لي : من الغريب أن يقبل الناس أن يشتروا سيارات جديدة..  ويخرجون بها  بدون لوحات من معارض البيع . . مع انهم - وهذه مفاجأة  يتحصلون على مبالغ مالية مقابل هذه اللوحات -تعرف بالتجارية -  وهي منصوص عليها  في بنود البيع و التعاقد .. لكن المشترين لا يعلمون!,!

عنصر المرور  الذي استوقف زميلي  ليساله عن اللوحات التجارية .  وكيف يسير بهذه السيارة من دون لوحات قال ايضا : مالذي يمكنني فعله الان؟! لماذا  خرجت بالسيارة بدون لوحات ؟! هذا خطأ .  ونحن الآن على مقربة من بيت سيادة الرئيس.. مايعني أن مثل هذا الأمر مرفوض أمنيا ؟!

من المفروض أن  المعارض خاصة وأنها تحصل على مقابل .. أن تعطي  لوحات تجارية لمن اشتروا السيارات منها ..  حتي ينتهي صاحب السيارة من  من الترخيص!

نحن أمام  دولة غريبة جدا .. تتشطر على المواطنين فرادي فقط .. تأخذهم واحد واحد أخذ عزيز مقتدر . ياألله .  أنها تسمح لأمثال هذه المعارض - سواء كانت للاسكان أو السيارات أو غيرها- باستنزاف المشترين .. لماذا وكيف تقف  الدولة مع هؤلاء الحيتان ولا تقف مع المواطنين أصحاب المصلحة .. في الحصول على خدمات دفعوا ثمنها نقدا .. وبشكل هائل!

لا اقول هذا اختراعا  .. فالمشهد الذي رأيته كان غريبا جدا .. كنت أقف عند مطلع أحد الكباري ..المؤدية إلى مصر الجديدة .. وإذا بسائق سيارة من دون لوحات يسير وسط السيارات.. وبين رجلي مرور يستوقفان السيارات..لكنهما لم يقوما باستيقافه ..ربما كانا أكثر خبرة منه .. حيث استنتجا أن السيارة بدون لوحات .  يعني أنها خارجة للتو من معرض السيارات .. ويعزز هذا الملصق الضخم الموجود على الزجاج  .. مايعني أن قائدها حتما يمتلك إيصالا بالاستلام..ريثما يحصل على أوراق السيارة لاتمام التراخيص! لذا لم يستوقفاه .. لكن على طريقة "شيء من بعيد ناداني "إذا بشرطي يظهر فجأة من بعيد .. ربما من قلب العدم ..مرق من تحت .. من الشارع العادي وقفز  فوق الجسر  كالسهم النافد .. ساعدته رشاقته على القفز السريع ليلحق بقائد السيارة . أشار له بالتوقف  ففعل ! استرعى المشهد انتباهي.. فمرقت  مثله فوق الكوبري.. ببطء ولكن باهتمام .. بعكسه هو  كالسهم .. "مهنة متاعب ساكنة  في الدم.. تقول ايه بقا!!" اقتربت فإذا وجه الشرطي في حالة اعرفها جيدا! حاول أن يتلطف بكل أمل(!!) .. بحث عن قواميس  كلمات من نوع الف مبروك ..  وحمد الله عالسلامة ..ولكن !

قلت في نفسي  وآه ياخوفي من ولكن هذه! أضاف الشرطي :  تسير بسيارتك  بدون لوحات قريبا من قصر الرئاسه!!  قائد السيارة مسؤول عن السير بسيارة مخالفة -في رأيه -؛ بلا لوحات ..  ولكن السؤال : هل المشتري الذي دفع لمعرض السيارات أكثر من مليون جنيه كاش مثلا يريد أن يرتكب مخالفات وهو خارج  من المعرض ؟! إلا يجب أن يوجه الغضب الشرطي والمروري إلى الشركة التي باعت  وربحت فوق ماأملت  وتمنت ؟! باعت السيارة للزبون .. وفي نفس الوقت لم تعطه لوحات تجارية ..رغم أنها في التعاقد -كما فهمت انا وقائد السيارة من الشرطي - انهاحصلت على  قيمة اللوحات التجارية- التي لم تسلمها للعميل - ضمن القيمة الإجمالية لعقد البيع !

السيد النائب العام لنيابات المرور .. هل تقبل مثل هذا الملام؟!

الأخوة في أجهزة المرور .  بكل سلطاتهم. وضبطياتهم القضائية  هل هذا مقبول؟ لماذا حينما يقع المواطن تحت ايديكم  تدفعونه دم قلبه .  أما امثال هؤلاء "الشماطين " في معارض البيع .  اي بيع .. لا احد يقترب منهم؟! خي الشرطي الذي يضبط مثل هذه المخالفات في الشارع  : ماذا تفعل انت في هذه الحالة .. مادمت متأكدا من ان صاحب السيارة على حق وأن المعرض  يمارس لصوصية شديدة عليهم.. وان الشركات تستغل المشترين .. وتحصل منهم على أموال .  وبنفس الوقت لا تقدم لهم الخدمات التي تجعلهم  يحترمون القانون ولا يتجاوزونه .. ماذا فعلت انت ياسيدي الشرطي الهمام؟!

أتصور أنه كان يحق لك  تحرير محضر ضد الشركة  البائعة .. بموجب  إيصال تسليم السيارة العميل .. ويجري استدعاء الشركة  وتحويلها للنيابة .. ومقاضاتها اكما تقاضي الدولة المواطنين المخالفين وتغرمهم بغرامات لا تسقط ابدا ولو تدخل لواءات كبار التظلم فيها لأسباب واقعية!

كنت أتمني أن تتغير لهجة الشرطي .. من أن يشير إلى ان قائد السيارة  تساهل مع الشركة لكي يتسلم العربية .. وهو لا يدري أنه لاضرورة لاستلام سيارة لن يمكن السير بها  في الطريق.  لانها ستحصد مخالفات بالجملة.. أو ربما يتم تقييد حركتها حتي الترخيص!

كان واجبا أن تستعد اجهزة المرور لهذا الأمر .. خصوصا وأن اللوحات التجارية تعتبر تجارة مربحة للغاية .. وقد خبرت هذا الأمر في سيارة اشتريتها عام 2018 .. وكنت صممت على أن أحصل على لوحات تجارية لتفادي أي مشكلة مع الأجهزة المرورية!

مالذي كسبته انا من هذه المحافظة على عدم خرق  القوانين المرورية ؟

الحق اقول لكم أنني وآلاف غيري خاسرون ! فالملصق الاليكتروني بدلا من أن يحميك وبدلا من أن يكون معك صار عليك .. فرغم انك تدفع ثمنه .. ويتم تركيبة دون أن تلمسه يد مواطن ملكي .  اقصد مدني ..وليس شرطيا .. إلا أنه لو كان من نوع رديء فسوف يسقط  وأتم مخالفتك انت !!

تحرر مخالفات بالالاف دون أن يتمكن أصحابها من التظلم في اليوم التالي .. فللأسف الشديد .. قبل سنوات عازما على تلقي مخالفاتي اولا باول .. واشتركت في الخدمة الهاتفيه  لتلقي المخالفات.. إلا أن الخدمة توقفت فجأة دون سابق إنذار ..وفيما المخالفات تحرر بالجملة ضد سيارتي  . . دون أن اعلم ! لايمكن اتهامي بالتقاعس عن الدفع .. لأنني لست   متنبئا فاعرف بأنني تلقيت مخالفة  وانا اسير في حارة عسكر بالزيتون.  أو في شارع منسي الذي يصمم آلاف من سكان المنطقة على استخدام اسمه القديم (شارع سليم ) وفي هذا نموذج للفشل الإعلامي الحقيقي بامتياز

من يقرأ .. ومن يقرر .. بل ماذا سيفعل هؤلاء الذين تقرر أن يدخلوا معترك التشريع  لنا خلال الخمس سنوات المقبلة . هل لديكم أي فكرة عن كل هذا القهر؟!

………………

بقلم / محمود الشربيني

مقالات اخرى للكاتب

رشقة أفكار .. اللوحات التجارية