رصدت مجلة المسرح، التي تصدر شهريًا عن دائرة الثقافة في الشارقة، في عددها الجديد رقم (71)، أبرز ملامح الحراك المسرحي في الشارقة والعالم العربي، من خلال مجموعة متنوعة من التقارير والقراءات والحوارات التي توثق ما شهدته الساحة الفنية خلال الفترة الماضية.
وافتتح العدد بتقرير خاص عن حفل تخرج الدفعة الثالثة من أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، متبوعًا بتصريحات عدد من الفنانين الإماراتيين الذين أعربوا عن تقديرهم الكبير للمكرمة السخية التي وجّه بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتخصيص مبنى من ستة طوابق في منطقة التعاون لصالح جمعية المسرحيين الإماراتيين، في خطوة تعكس دعم سموه المتواصل للحركة المسرحية الوطنية.
وفي سياق تسليط الضوء على الفعاليات المحلية، نشرت المجلة استطلاعًا حول مسيرة مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، احتفاءً بانطلاق دورته الثانية عشرة في سبتمبر المقبل، وتوقفت عند محطاته وتطوره منذ تأسيسه.
أما في باب «قراءات»، فقد تنوعت المراجعات النقدية للعروض العربية، حيث كتب محمد لعزيز عن مسرحية “أشلاء” للمخرج المغربي محمد فركاني، بينما تناول الحسام محيي الدين “ميديا” للمخرج اللبناني كريس غفري. وخصص عبد الكريم قادري مقالته لتحليل عرض “الساقية” للمخرجة الجزائرية سمية بوناب، فيما قدم سامر محمد إسماعيل قراءة في مسرحية “لتحضير بيضة مسلوقة” للمخرج الكويتي مصعب السالم، وكتب كمال الشيحاوي عن “جاكاراندا” للتونسي نزار السعيدي.
وفي باب «حوار»، نشرت المجلة مقابلة شاملة مع الكاتب والمخرج المصري محمود أبودومة، تحدث فيها عن بداياته الفنية، وتأثير دراسته الأكاديمية في تشكيل رؤيته المسرحية، كما استعرض تجربته مع المسرح المستقل في الإسكندرية، وأبرز القضايا التي تواجه المسرح العربي اليوم.
أما باب «أفق» فقد استضاف الفنانة التونسية الشابة مروى المنصوري، التي استطاعت أن تبرز كمصممة أزياء مسرحية لافتة، من خلال تعاونها مع عدد من العروض الناجحة، أبرزها أعمال المخرج فاضل الجعايبي.
وفي باب «متابعات»، نقرأ حوارًا مع الناقدة التونسية فوزية المزي، التي تناولت فيه تأسيس جمعية للنقاد المسرحيين في تونس، وأهم التحديات التي تواجه النقد المسرحي المعاصر. كما سلطت المجلة الضوء على “مسرح نجيب محفوظ” وتوجهاته الفكرية، بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على رحيله.
وتضمن باب «مطالعات» قراءة تحليلية قدمها علاء الجابري لكتاب “بريشت في المسرح الخليجي” للكاتب العراقي ظافر جلود، بينما كتب وليد الدغسني في باب «رؤى» عن “المسرحيات القصيرة من الفكرة إلى الإنجاز”، وناقش حسام المسعودي مستقبل النصوص القصيرة في الدراما المعاصرة.
وفي باب «أسفار»، قدم الكاتب شريف الشافعي سردًا أدبيًا لتجربته في مدينتي “لوديف” الفرنسية و”بريدج ووتر” الأمريكية، بينما ضم باب «رسائل» تقارير من مراسلي المجلة حول الأنشطة المسرحية في الشارقة، الجزائر، الرباط، وستوكهولم، ما يعكس الأفق الواسع الذي تسعى المجلة لرصده وتوثيقه لمجمل الحركة المسرحية عربيًا ودوليًا.