02 - 08 - 2025

إلى محافظ الجيزة الذي خاصم الإعلام وبنى جدار الصمت

إلى محافظ الجيزة الذي خاصم الإعلام وبنى جدار الصمت

فجوة بلا مبرر.. الإعلام في الجيزة بين الجدران الصامتة وحاجز المحافظ

في وقتٍ أصبحت فيه الشفافية والتواصل مع الإعلام حجر زاوية في الإدارة الرشيدة، يعيش الوسط الصحفي في محافظة الجيزة حالة من القطيعة المؤسفة مع محافظها المهندس عادل النجار، الذي بدا وكأنه اتخذ موقفًا عدائيًا – أو على الأقل متحفظًا بشكل مقلق – من الإعلام والصحفيين، بل وسمح لأطراف محيطة به ببناء جدار عازل يمنع أي تواصل حقيقي.

ما يعانيه الصحفيون اليوم في الجيزة ليس مجرد ضعف في التنسيق أو قصور في التفاعل، بل هو حالة عزلة تامة، يشعر بها كل من يحاول أداء دوره الإعلامي بمهنية.

لم يعد هناك منصات للحوار، ولا مؤتمرات صحفية، ولا حتى ردود واضحة على استفسارات جوهرية تهم المواطن، وكأن الإعلام عبء يجب التخلص منه أو إسكاته.

وقد بلغ الأمر حدًّا غريبًا ومريبًا حين حاول بعض الصحفيين  التواصل مع مكتب المحافظ أو من ينوب عنه بشأن ملفات خدمية تخص الشارع، وكارثة حقيقية في أثناء أزمة انقطاع الكهرباء عن مناطق المنيل والجيزة فجاء الرد الصادم: "خدوا رقم رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء جنوب القاهرة واتواصلوا معاه أنتم!" وكأن الصحفي هو من يقوم مقام المحافظ، أو كأن هناك رغبة متعمدة في تفريغ الدور التنفيذي من مسؤولياته، في مشهد لا يخلو من الطرافة السوداء!

هذا التملص الغريب من مسؤولية التواصل يطرح تساؤلات حقيقية: هل المحافظ لا يعلم أهمية الإعلام في التعبير عن نبض الناس؟ أم أن هناك من حوله يتعمد تشويه صورة الصحافة أمامه ليفصله عن الشارع ويُبقيه في دائرة مغلقة من الصور الأسبوعية والتقارير المنمقة؟

وإن كان الهدف من اللقاءات الأسبوعية مع بعض المواطنين الذين لا نعلم كيف يتم اختيارهم مجرد التقاط صور ونشرها بعنوان "المحافظ يستمع للمواطنين"، فإن هذا لن يُغني عن حوار جادّ مع من يحملون معاناة الناس ويكتبون عنها.


محافظ الجيزة السابق د. علي عبد الرحمن والمحافظ الحالي م. عادل النجار

فالإعلام ليس خصمًا، بل شريك أساسي في كشف أوجه القصور وتسليط الضوء على مكامن النجاح، وهو ما أدركه سابقًا المحافظ الدكتور علي عبد الرحمن – أطال الله في عمره – الذي لم يكن يرى في الصحافة إلا ذراعًا تنمويا مرافقا لا كيانًا مزعجًا يجب تحييده.

إن تجاهل الإعلام وتهميشه لا يصنع احترامًا، بل يصنع عزلة، ولا يُظهر القوة بل يعكس الضعف وفقر الحجة.

والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: إلى متى يظل محافظ الجيزة بعيدًا عن السلطة الرابعة؟ وإلى متى يُدار الشأن المحلي بمنطق الإقصاء بدل الانفتاح؟

المطلوب ليس الكثير، فقط أن يُعاد الاعتبار لقيمة الحوار، وأن يُهدم الجدار بين المسؤول والصحفي، لأن الجيزة تستحق مسؤولًا يُنصت بصدق لا مسؤولًا يتوارى خلف جدران الصمت.
------------------------------
بقلم: أحمد صلاح سلمان

مقالات اخرى للكاتب

إنجاز مصري جديد.. WSO تكرّم 3 وحدات سكتة دماغية بالمستشفيات التعليمية بجوائز التميز العالمية