احتفلت سفارة المملكة المغربية بالقاهرة بالذكرى الـ26 لعيد العرش، مناسبة وطنية ذات رمزية عميقة تعبّر عن تجديد البيعة والولاء لجلالة الملك محمد السادس، وتؤكد على استمرارية الدولة المغربية عبر قرون من الزمان.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد السفير المغربي بالقاهرة، محمد آيت وعلي، أن العلاقات المغربية المصرية تمتد بجذورها في عمق التاريخ والحضارة، وتستمد متانتها من الروابط القوية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، ومن العلاقات المتميزة بين جلالة الملك محمد السادس و الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشار السفير إلى أن العلاقات الثنائية شهدت في عهد الملك محمد السادس تطورًا نوعيًا، فتح آفاقًا جديدة للتعاون والشراكة الحقيقية المبنية على الثقة المتبادلة والرغبة الصادقة في الارتقاء بمستوى التنسيق والعمل المشترك إلى أعلى المراتب.
وأوضح أن التنسيق السياسي بين البلدين بات أكثر تعمقًا بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بينما توسع التعاون الاقتصادي ليشمل مجالات استراتيجية عدة، أبرزها الاستثمار، والتبادل التجاري، والسياحة، والتواصل الثقافي.
و أشاء السفير بالدور الحيوي الذي تلعبه الجالية المغربية في مصر، مشيدًا بانخراطهم الفعّال في المجتمع المصري، ومساهمتهم الواضحة في تعزيز أواصر المحبة والتواصل بين الشعبين.
وحول ذكرى عيد العرش، أكد السفير أن هذه المناسبة تتجاوز كونها عطلة رسمية، لكونها رمزًا لوحدة الشعب المغربي تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، وفرصة لتأمل المسيرة التنموية المتواصلة التي شهدتها المملكة منذ اعتلائه العرش في 30 يوليو 1999، والتي شملت إصلاحات جذرية طالت كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
واعتبر السفير أن هذه المرحلة دشنت عهدًا جديدًا من الانفتاح، وتعزيز دولة القانون، ودعم العدالة الاجتماعية، وتمكين المواطن المغربي من أن يكون محور التنمية الشاملة، وهو ما جعل المغرب نموذجًا رائدًا في التنمية المستدامة إقليميًا ودوليًا.
وفيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، أكد أنها القضية الوطنية الأولى للمملكة، وأنها تمثل معيارًا أساسيًا في علاقات المغرب الخارجية.
ولفت إلى ما تحقق من مكاسب دبلوماسية بارزة في هذا الملف، وعلى رأسها تزايد الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، والدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة كحل جدي وواقعي لهذا النزاع المفتعل.
وكشف السفير أن عدد القنصليات التي افتُتحت في مدينتي العيون والداخلة بلغ 29 قنصلية لدول شقيقة وصديقة، في دلالة واضحة على الدعم المتزايد للموقف المغربي. كما أشار إلى انضمام فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وهي ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى قائمة الداعمين لسيادة المغرب على صحرائه.
وأضاف أن المغرب يواصل بالتوازي تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، والذي جعل من هذه المناطق أقطابًا اقتصادية متقدمة تعكس الرؤية الملكية الرامية إلى تحقيق التنمية والرفاهية لكل أبناء الوطن.
وفي إطار الحديث عن إفريقيا، أكد السفير أن الملك جعل من القارة السمراء أولوية استراتيجية في السياسة الخارجية المغربية، ويتجلى ذلك في تغيير اسم وزارة الخارجية إلى "وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج"، وفي عشرات الزيارات الملكية إلى نحو 30 دولة إفريقية، تم خلالها توقيع حوالي 1000 اتفاقية تعاون في مجالات متعددة.
وسلط الضوء على مبادرة المغرب الأطلسية التي أُطلقت في نوفمبر 2023، باعتبارها بديلاً استراتيجيًا مبتكرًا يهدف إلى ربط دول الساحل غير الساحلية بالمحيط الأطلسي، من خلال ممرات لوجستية وميناء الداخلة الأطلسي، ما يعزز التنمية الاقتصادية ويكرس اندماجًا حقيقيًا في سلاسل التجارة العالمية.
كما أكد السفير أن الشركات المغربية تلعب دورًا محوريًا في تنفيذ مشاريع تنموية بإفريقيا، تسهم في خلق فرص العمل، ونقل الخبرات، وتمكين المجتمعات المحلية، مما يجعل من المغرب شريكًا موثوقًا وقوة فاعلة في أجندة التنمية الإفريقية.
وعبّر السفير محمد آيت وعلي عن اعتزازه الكبير بمتانة العلاقات المغربية المصرية، مؤكدًا أنها نموذج يحتذى به في العلاقات الثنائية، حيث تجمع بين العمق التاريخي والرؤية المستقبلية وروح الشراكة الحقيقية.
شهد الحفل حضور عدد كبير من الشخصيات البارزة، من بينهم وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، إلى جانب مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، والإعلامي أحمد المسلماني.
كما حضر عدد من السفراء منهم، تركيا، الأردن، الفلبين، فلسطين، السعودية، العراق، كوبا، بنجلاديش، نيبال، الكويت، النمسا، ألبانيا، رومانيا، كوريا الجنوبية، اليابان، البحرين، الاتحاد الأوروبى، ميانمار، سريلانكا، الهند، بلغاريا، أستراليا، المكسيك، شيلى، المجر، لاتفيا، القائم بأعمال سفارة ليبيا.
أما على الصعيد الفني والرياضي، فقد شارك في الحفل الكابتن طارق مصطفى، المدير الفني لفريق البنك الأهلي، إلى جانب مجموعة من الفنانين البارزين، من بينهم، سميرة سعيد، شيري عادل، أحمد بدير، سامي مغاوري، أحمد فتحي، محمد الصاوي، عصام كاريكا، وسامح يسري.