بات من المؤسف أن يتحول بعض المواطنين إلى مرآة مشوهة لا تعكس سوى السواد، حتى حين يكون النور حاضرًا، والجهد ملموسًا، والحقيقة دامغة.
لماذا يسارع البعض إلى وصم كل ما تقدمه الدولة المصرية في ملف دعم الشعب الفلسطيني بأنه محض "كذب وتضليل"، رغم أن الوقائع تتحدث عن نفسها، وتشهد بها مستشفيات معهد ناصر والشيخ زويد والعريش، التي امتلأت بآلاف المصابين والمرافقين، وجسور إغاثة لم تنقطع؟
لماذا نُصرّ على رؤية الواقع بعين واحدة؟ ولماذا يبدو لبعضنا أن الاعتراف بأي إنجاز أو موقف نبيل هو نوع من التنازل أو التواطؤ؟
نعم، في واقعنا سلبيات وتجاوزات قد تُغضبنا وتؤلمنا، ويجب مواجهتها بشجاعة ونقدها بمسؤولية.
لكن في المقابل، ثمة أفعال تستحق التقدير، ومواقف تستحق التثمين، وأيادي امتدت لتضمد جراح أشقائنا الفلسطينيين في لحظات ألم وانكسار. فهل من العدل أن نتجاهل كل هذا باسم المعارضة أو الغضب أو اليأس؟
الإنصاف لا يعني الصمت عن الخطأ، بل يعني أن نكون أمناء مع الحقيقة، لا نُفرّط في النقد ولا نُبخس الناس أفعالهم.
وما أحوجنا اليوم إلى هذا الاتزان: أن نشجع الخير كي يتكرر، ونُدين الشر كي لا يُعاد، وأن نرى في أنفسنا ما يعيننا على البناء لا الهدم.
--------------------------
بقلم: أحمد صلاح سلمان