منذ حوالى أسبوع صرح مسؤول صهيوني كبير لجريدة هآرتس قائلا إن أكتر من نصف الدبابات الإسرائيلية (عددها حوالي 2500 دبابة ميركافا) قد دمرت أو عطلت منذ بداية الحرب، ويبدو ان ذلك التسريب متعمد وليس مصادفة، في اطار الصراع بين الحكومة والجيش.
الأهم ليس فقط الدبابات، 70٪ من المدرعات وناقلات الجنود دمرت ايضا.
والأكيد ان هذا الوضع المخزي للكيان هو الذي دفع للإعداد السريع لمؤتمر مايسمى بحل الدولتين بالتنسيق مع فرنسا بل وأمريكا نفسها راعية عصابات صهيون..وذلك فيما يشبه المقايضة المشروطة..تسليم المقاومة سلاحها اولا!!
والمؤتمر لمن لايعلم جاء لإنقاذ الكيان اللقيط وليس نصرة للقضية الفلسطينية او كأن الذئب الفرنسي اصبح فجأة حملا وديعا.
وبقراءة متأنية لهذا المؤتمر والذي يطالب حماس بتسليم أسلحتها والخروج من المشهد، يجهز في المقابل قوات ممن يطلق عليها السلطة الفلسطينية، والتي سبق و اعلنت مصر القيام بتدريبها لتحل مكان حماس وبدون سلاح!!
اما شروط الدولتين الآخرى وبعد مقدمة لإدانة السابع من اكتوبر طبعا فحدث ولا حرج.
فالمطلوب من حماس الإفراج فورا عن الرهائن ولم ينس البيان ان يشير إلى أن فكرة وجود رهائن أصلا هي جريمة تتنافي مع القانون الدولي!!!
البيان طبعا يتضمن تسليم حماس أسلحتها للسلطة الفلسطينية التي ستحل محلها بعد تسليم الرهائن طبعا، وهي السلطة منزوعة السلاح بدورها مع مراقبة قوات إقليمية وبعثات اممية لها وبمشورتها.. يعني سلطة تشبه الموجودة حاليا في الضفة وغيرها..تعمل لحساب وتوجيهات أممية!!
كما ستكون هناك بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة المعابر في رفح!!
يعني حتى معبر رفح سيكون تحت إدارة بعثة أوروبية وليس مصر، وهي واحدة من كوارث هذا البيان والتي تتناقض تماما مع كامب ديفيد ذاتها وتضع حدود مصر في مهب الرياح الأوروبية المنحازة تاريخيا وواقعيا للعدو الذي يقبع عند الحدود!!
البيان ينص أيضا على الالتزام بدعم تدابير وبرامج مكافحة التطرف والتحريض ونزع الإنسانية والتطرف العنيف المؤدي للإرهاب والتمييز وخطاب الكراهية على جميع المنصات ومن جميع الأطراف، وتعزيز ثقافة السلام داخل المدارس في فلسطين، كما رحب بتحديث المناهج!!
وكلنا يعرف الهدف من ذلك وهو نزع روح المقاومة والآيات التي تحض على الجهاد، وهي المشكلة الحقيقية التي تصيب الكيان بالرعب، وهي سر من أسرار صمود المقاومة والشعب الفلسطيني حتى هذه اللحظة.
البيان يرحب ايضا بتعهدات أبو مازن ليكون ممثلا لسلطة فلسطينية منزوعة السلاح في المستقبل!! ضمن ترتيبات أمنية مفيدة لجميع الاطراف!! وهو أمر مضحك بل يثير الغثيان و الشفقة، حيث يطالب المؤتمر بإختصار بإستبدال المقاومة الحالية التي كبدت الكيان خسائر مرعبة بإعتراف العدو نفسه، بكيان كيوت بدون سلاح لينفذ الأجندات الخاصة به، وهو امر يعني نزع سلاح المدافع عن أرضه ومكافأة المحتل في صفقة لم يعرف التاريخ مثيلا لها.
وكل ذلك مع الترحيب طبعا بإجراء انتخابات في أقل من عام تحت رعاية دولية!!
البيان لم ينس أيضا التأكيد على استمرار دور الوصاية الهاشمية الشكلية على الأماكن المقدسة، مع التزام بتهيئة البنية الأرضية ليوم السلام!!
الأهم والذي لم يذكره المؤتمر ولن يذكره او يستطيعه، هو ماهي الآلية التي سيتم بها تنفيذ قراراته خصوصا أنه لا يملكها بالفعل كما لم يجب على سؤال جوهري وحاسم مؤداه: ماذا لو رفضت حماس تسليم سلاحها وهو البند الاساسي في البيان؟! بل وغالبا فإن ذلك ماستفعله حماس!!
----------------------------
بقلم: هشام لاشين
