الهند والصين، أكبر دولتين من حيث عدد السكان في العالم، وجارتان تتوقان لاستقطاب المزيد من السياح، ولكن خلال معظم السنوات الخمس الماضية، كان من الصعب على المواطنين الهنود والصينيين قضاء عطلاتهم في بلدي بعضهما البعض.

يبدو أن هذا الوضع سيتغير أخيرًا مع بدء تحسن العلاقات التي قد توترت سابقًا بين العملاقين الآسيويين.

ستُصدر الهند تأشيرات سياحية للمواطنين الصينيين لأول مرة منذ خمس سنوات، مما يسمح لمواطني الدولة المجاورة لها بزيارة بعضهم البعض بحرية، مما يُمثل عودةً مهمةً للعلاقات بعد اشتباك حدودي مميت أدى إلى جمود عميق في العلاقات.

صرحت السفارة الهندية في بكين أمس الأول الأربعاء بأنه ابتداءً من يوم الخميس 24 يوليو، يُمكن للمواطنين الصينيين التقدم بطلب للحصول على تأشيرات سياحية إلى الهند.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، إن هذه "الأخبار الإيجابية" تصب في "المصلحة المشتركة لجميع الأطراف". وأضاف: "الصين مستعدة للحفاظ على التواصل والتشاور مع الهند لتحسين مستوى تسهيل تبادل الأفراد بين البلدين باستمرار".

شهدت العلاقات بين الهند والصين تطبيعًا تدريجيًا في الأشهر الأخيرة، بعد توترها الشديد في يونيو  2020، عندما أسفر اشتباك بالأيدي في وادي جالوان عن مقتل ما لا يقل عن 20 جنديًا هنديًا وأربعة جنود صينيين.

ويحتفظ كلا البلدين بوجود عسكري مكثف على طول حدودهما الفعلية الممتدة 2100 ميل (3379 كيلومترًا)، والمعروفة باسم خط السيطرة الفعلية (LAC)، وهي حدود لا تزال غير محددة، وظلت مصدرًا مستمرًا للاحتكاك منذ حربهما الدموية عام 1962.

وكان اشتباك عام 2020 في المنطقة المتنازع عليها بين لاداخ الهندية وأكساي تشين الخاضعة للسيطرة الصينية أول مواجهة دامية على طول الحدود المتنازع عليها بين الهند والصين منذ أكثر من 40 عامًا.

تصاعدت التوترات في أعقاب ذلك. حظرت الهند العديد من التطبيقات الصينية، وشددت الرقابة على الاستثمارات الصينية، وألغت الرحلات الجوية المباشرة بين الجارتين.

كانت الدولتان قد أغلقتا حدودهما أمام السياح الأجانب بسبب جائحة كوفيد-19، لكن قيود التأشيرات استمرت حتى مع استئناف السفر العالمي.

رفعت الصين قيود التأشيرات السياحية للمواطنين الهنود في مارس بعد أن أعلنت بكين ونيودلهي أنهما ستعملان على استئناف السفر الجوي المباشر، وفقًا لرويترز.

يُنظر الآن إلى الخطوة الهندية المتبادلة على أنها خطوة مرحب بها من قبل الكثيرين.

صرح سارفيجيت سانكريت، مؤسس وكالة السفر "روم إنديا روم"  الواقعة في دلهي، قائلاً: "تمر السياحة الوافدة بفترة عصيبة بعد جائحة كوفيد، لذا فإن افتتاح سوق جديدة أمر جيد لنا". وأضاف أنه رأى "الكثير من السياح الصينيين" يزورون العاصمة قبل حظر التأشيرات.

وقال إن رفع الهند للقيود "أمر جيد لأصحاب المركبات والمرشدين السياحيين وأصحاب الفنادق". "سيحصل الجميع على المزيد من الأعمال".

------------------------
ترجمة: فدوى مجدي
عن السي إن إن، المصدر:

India and China end tourist visa freeze after five years as diplomatic tensions thaw | CNN