أكد اللواء وو تشيان،، ملحق الدفاع بالسفارة الصينية لدى مصر، أن العلاقات بين الجيشين الصيني والمصري تمثل حجر الزاوية في مسار الصداقة التاريخية التي تربط البلدين، مشيداً بالتعاون العسكري المتنامي في السنوات الأخيرة، لاسيما في مجالات التدريب المشترك وتبادل الخبرات.
واستهل المسؤول الصيني كلمته في حفل الاستقبال الذي نظمته السفارة الصينية بمناسبة الذكرى الـ98 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني بتحية الحضور، وعلى رأسهم اللواء محمد علي متولي ممثل القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء محمد محمود عبد الحليم منصور ممثل رئيس أركان حرب القوات المسلحة، إلى جانب عدد من الملحقين العسكريين والسفراء والشخصيات البارزة.
وقال ملحق الدفاع: “يقول المثل المصري: من يشرب من ماء النيل يعود إليه مرة أخرى، وقد تأثرت بهذا المثل كثيراً عندما زرت مصر لأول مرة عام 2019 ضمن وفد صحفي، وها أنا اليوم أعود إلى هذه الأرض الساحرة كملحق دفاع، وقلبي مليء بالفرح، لأنني أحتفل معكم بهذه المناسبة المهمة”.
وأشار إلى أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تُقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، وأن علاقات الصداقة بين البلدين لها جذور تاريخية عميقة، تتجلى بوضوح في التعاون الوثيق بين جيشي البلدين.
وأضاف أن الأراضي المصرية شهدت تدريبات بحرية مشتركة بين البلدين لمكافحة القرصنة في البحر المتوسط، كما نظمت قواتنا الجوية تدريباً مشتركاً لأول مرة تحت عنوان “نسور الحضارة - 2025”، مما يعزز الثقة المتبادلة ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون العملي”.
وأكد الملحق العسكري الصيني عزمه، خلال فترة عمله بالقاهرة، على مواصلة دفع التعاون العسكري بين البلدين في مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والتنسيق رفيع المستوى، مشدداً على أن ذلك يهدف إلى دعم الأمن والاستقرار الإقليميين.
وفي كلمته، نقل ملحق الدفاع رؤية الرئيس الصيني شي جينبينغ بشأن قوة الجيش، قائلاً: “قال الرئيس شي إن الأمة القوية بحاجة إلى جيش قوي، ومن خلال جيش قوي فقط يمكن ضمان أمن الوطن”. وشدد على أن تطور الجيش الصيني لطالما شكّل دعامة لقوى السلام العالمية، موضحاً أن بلاده تلتزم بسياسة دفاع وطني دفاعية واستراتيجية عسكرية قائمة على الدفاع النشط.
كما استعرض الملحق الصيني جهود جيش بلاده في دعم الأمن العالمي، موضحاً أن الجيش الصيني شارك على مدى 35 عاماً في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث أرسل أكثر من 50 ألف جندي نفذوا 26 مهمة لحفظ السلام. كما نفذت البحرية الصينية، منذ عام 2008، 47 مهمة حراسة ملاحية، أنجزت خلالها أكثر من 1600 عملية مرافقة، وأنقذت أكثر من 80 سفينة، نصفها تقريباً كان من دول أجنبية.
وتطرق كذلك إلى الجهود الإنسانية التي يبذلها الجيش الصيني حول العالم، حيث زارت سفينة “السلام” الطبية التابعة للبحرية الصينية 49 دولة وقدّمت خدمات طبية لأكثر من 370 ألف شخص.
كما شارك الجيش في أكثر من 50 عملية إنقاذ دولية شملت الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والتسونامي والانفجارات البركانية، مساهماً في توفير الأمن الإنساني للمجتمع الدولي.
وبالنظر إلى المستقبل، أوضح أن الجيش الصيني سيواصل دعم التعددية الحقيقية، وسيحرص على أداء مسؤولياته الدولية، مشيراً إلى أن الصين تتطلع لتعزيز التعاون العسكري مع جيوش العالم، من أجل بناء السلام وترسيخ الأمن العالمي، قائلاً: “نؤمن بأن التبادل العسكري يمكن أن يشكل جسراً للتفاهم والثقة بين الشعوب”.
واختتم كلمته بمقولتين تعكسان روح التضامن والمثابرة، قائلاً: “السير منفرداً قد يكون أسرع، لكن السير معاً يصل بنا إلى أبعد. كما يقول المثل الصيني: الطريق وإن طال يُقطع بالسير، والأمر وإن صعب يُنجز بالمثابرة. لذا دعونا نعمل يداً بيد لبناء مستقبل أكثر أمناً وسلاماً”.