في تدخل طبي طارئ يُجسد المهنية والتفاني في إنقاذ الأرواح، نجح فريق طبي بمستشفى البدرشين المركزي صباح اليوم الخميس، في إنقاذ شاب عشريني من خطر بتر الساق، بعد تعرضه لحادث مروع أدى إلى إصابات شديدة بالركبة والفخذ والساق اليسرى، من بينها ما يُعرف طبيًا بـ"الركبة العائمة"، بالإضافة إلى كسر مفتت في عظمة الفخذ، وكسر بالساق، ونزيف داخلي حاد.
بدأت القصة منذ مساء الأربعاء، حيث باشر الدكتور مجدي حسن، نائب مدير المستشفى، الإشراف بنفسه على حالة المريض فور استقباله، ووجه بسرعة إدخاله قسم الطوارئ وتسهيل جميع الإجراءات، استعدادًا لإجراء العملية صباح الخميس، رغم كونه يوم إجازة رسمية.
قاد الفريق الجراحي الدكتور محمد سلطان، استشاري جراحات العظام، بمعاونة طاقم متميز من الأطباء والتمريض، فيما تولى الدكتور طارق عبد الكريم، استشاري التخدير، مسؤولية تخدير الحالة، وسط متابعة دقيقة نظرًا لخطورة وضع المريض. وأشرفت مس وفاء عادل، رئيسة التمريض، على تجهيز غرفة العمليات وتهيئة الطاقم التمريضي الكامل منذ الساعات الأولى من الصباح.
واستغرقت الجراحة عدة ساعات، تم خلالها تثبيت الكسور بمسمارين نخاعيين – أحدهما مرتجع للفخذ، والآخر للساق – وسط حالة حرجة بسبب النزيف الداخلي، حيث تم تزويد المريض بـأكثر من 3 أكياس دم و5 أكياس بلازما من بنك الدم بالمستشفى لإنقاذ حياته.
وصرح الدكتور محمود فريد منسي، مدير المستشفى، قائلاً:
"ما تحقق اليوم ليس مجرد نجاح طبي، بل رسالة إنسانية بأن مستشفى البدرشين في خدمة الناس على مدار الساعة، حتى في العطلات. أشكر كل فرد شارك في إنقاذ هذا الشاب، بدءًا من الطوارئ حتى غرفة العمليات، ونؤكد استمرارنا في تقديم خدمات طبية عالية المستوى لأهالي البدرشين ومحيطها."
وأضاف منسي أن هذه العملية تُجرى في المستشفيات الخاصة بتكلفة لا تقل عن 50 ألف جنيه، بينما تبلغ تكلفتها الرسمية طبقًا للائحة 5500 جنيه، لكن تم تقديم خصم إنساني بقيمة 1500 جنيه ليتم إجراؤها بمبلغ رمزي لم يتجاوز 4000 جنيه فقط، دعمًا للمريض وظروفه الاجتماعية.
وأكدت إدارة المستشفى أن المريض حاليًا في حالة مستقرة ويتماثل للشفاء، وسيخضع لبرنامج علاج طبيعي وتأهيلي لاستعادة قدرته الحركية بالكامل خلال الفترة المقبلة.
ويُعد هذا التدخل الطبي نموذجًا يحتذى به في كفاءة الأطقم الطبية بالمستشفيات الحكومية، وقدرتها على التعامل مع الحالات الطارئة والحرجة باحترافية، وتقديم خدمة علاجية متكاملة وفعالة بأقل التكاليف، دعمًا لحق المواطن في العلاج والرعاية.