22 - 07 - 2025

فضيحة "سمسرة المرضى" تثير الغضب.. جراح شهير يتنازل عن أجره فيكتشف مفاجأة مؤلمة

فضيحة

 أثار منشور تداوله عدد كبير من المواطنين لطبيب أورام على منصات التواصل، حالة من الغضب والجدل في الأوساط الطبية بعد كشف الدكتور محمود عبد المنعم، أستاذ الجراحة العامة وأورام الثدي التجميلية بكلية طب القصر العيني، عن واقعة وصفها بأنها "صدمة أخلاقية" تعرّض لها لأول مرة في مسيرته التي امتدت لـ18 عامًا.

وفي التفاصيل، تلقى الدكتور محمود اتصالًا من طبيبة نساء وتوليد، استشارته بشأن حالة لفتاة عمرها 15 عامًا تعاني من ورم ليفي كبير في الثدي الأيسر. وبعد تأكيده ضرورة التدخل الجراحي السريع، أصرّت الطبيبة على معرفة تكلفة العملية رغم رفضه تحديد أي مبالغ قبل الكشف، مؤكدة أن الحالة غير مقتدرة ماليًا.

واستجابةً للظروف التي نقلتها الطبيبة، قام الدكتور محمود بالكشف المجاني على المريضة، وشخّص الورم كنوع فيلويدي (أكثر خطورة من الأورام الليفية العادية).

 ورغم احتياج الجراحة لمهارة دقيقة وتقنيات تجميلية لا تترك آثارًا، فقد تنازل عن مبلغ 8000 جنيه من أجره الشخصي تضامنًا مع الحالة.

لكن ما حدث بعد ذلك كان صادمًا، إذ فوجئ الطبيب بأن والدة المريضة أخبرته أنها دفعت مبلغًا إضافيًا للطبيبة المذكورة، وصل إلى 25 ألف جنيه، مدعية أنها استخدمته لدفع مستحقات المركز والجراح. وبعد تحقق الدكتور محمود من المركز وطبيب التخدير، تبيّن أن تلك المستحقات تم دفعها منه شخصيًا، ما يعني أن الطبيبة حصلت على المبلغ المذكور دون وجه حق.

 تبرئة ذمة وتحذير للمرضى:
أمام الأم المكلومة، تبرأ الطبيب من المبلغ الإضافي، واتصل بطبيب التخدير والمركز الطبي لتأكيد أقواله، ما أثبت بطلان رواية الطبيبة. 

وناشد الدكتور محمود المرضى بعدم دفع أي مبالغ إلا بموجب إيصالات رسمية، وأن يحصلوا على إثبات مكتوب من الأطباء أو المراكز، حمايةً لحقوقهم من أي استغلال.

الرأي الشرعي والمهني:
أكد العديد من الأطباء أن مثل هذه الوقائع تندرج تحت السمسرة الطبية المحرّمة شرعًا، والتي تُحوِّل المريض إلى "سلعة تجارية"، وهو ما ينافي قسم وأخلاقيات المهنة. كما دعا مختصون إلى ضرورة وجود ضوابط صارمة لمحاسبة من يثبت تورطهم في مثل هذه الممارسات، خاصة داخل المنظومة الصحية الخاصة.

وقال الدكتور محمود عبد المنعم إن هدفه من كشف هذه الواقعة ليس التشهير، بل تحذير المرضى وتوعية زملائه الأطباء بضرورة الحفاظ على قدسية المهنة. 

وأضاف:"أقسم بالله أنني لم أكتب كلمة واحدة إلا وكنت شاهدًا عليها أمام الله ما هزّني هو دموع الأم ودعاؤها".. فكم تساوي دعوة مظلوم خرجت من قلب أم فقيرة خُدعَت؟".


 وأشار "عبد المنعم" إلى أنه حجب اسم الطبيبة احترامًا لأخلاقيات النشر، وحرصًا على عدم التشهير، وتؤكد «المشهد» على أهمية التحقيق الرسمي في الواقعة بعد ثبوتها.