شهدت مكتبة الإسكندرية، اليوم الإثنين، ندوة بعنوان "البودكاست والثقافة"، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، بمشاركة الإعلامية الدكتورة برلنت قابيل، والإعلامي والروائي محمد موافي، وأدارتها الدكتورة أميرة فؤاد.
تناولت الندوة التحولات التي طرأت على المشهد الإعلامي مع صعود البودكاست كمنصة بديلة وجذابة للجمهور. وأكدت د. برلنت قابيل أن البودكاست أثبت خلال السنوات الأخيرة أنه أكثر من مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبح وسيلة تعبيرية تلقى إقبالًا واسعًا، وهو ما يعكس تعطش الجمهور لنمط مختلف من الإعلام يعتمد على القرب والصدق والبساطة.
وأوضحت قابيل أن البودكاست بدأ كتجارب شخصية على المنصات الرقمية، ثم تبنته المنصات الإعلامية الكبرى بعد نجاحه وانتشاره، مشيرة إلى أن المستقبل يحمل توسعًا أكبر لهذا النوع من المحتوى الذي يلبي احتياجات الجمهور في ظل الزخم الإعلامي الحالي.
كما توقفت عند دور الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى، مؤكدة أن الفارق بين ما يُنتج بشريًا وما تنتجه الخوارزميات لا يزال ظاهرًا، لكنه قد يتلاشى مستقبلًا، ما يفرض على صناع المحتوى البحث عن أفكار جديدة ومختلفة وسط ساحة مليئة بالتكرار والمنافسة.
من جانبه، وصف الإعلامي محمد موافي البودكاست بأنه محتوى يرتكز على الذوق والتجربة الشخصية، بخلاف البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تتقيد بجوانب إنتاجية تقليدية، مؤكدًا أن ما يميزه هو الطابع الإنساني والحرية في الطرح.
وتحدث موافي عن تجربته في تقديم بودكاست "هنا القاهرة"، قائلًا: "أردت أن أقدم شيئًا يعيد للشخصية المصرية ثقتها في نفسها، في ظل ما تمر به من تحديات"، مشيرًا إلى أن استمرار صانع المحتوى بعد انقضاء موجة الانتشار اللحظي هو التحدي الأكبر، خاصة أن النجاح يتطلب حضورًا وجاذبية ومعرفة باللغة وصوتًا مؤثرًا.
يُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام في الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجاري، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادي الناشرين المصريين والعرب، ويُقام بالتوازي في كل من القاهرة والإسكندرية، ويضم 79 دار نشر من مصر والوطن العربي، بالإضافة إلى أكثر من 215 فعالية ثقافية متنوعة، يشارك فيها نحو 800 مثقف ومبدع وباحث.