على شاشة ماسبيرو زمان، الرائعة بإطلالتها على الزمن الجميل، حيث ثقافة وأناقة الشخصيات، وعبق المكان، وثراء الفكر، شاهدتُ محتشدا بكليتي، وأنا مرهف السمع، حاضر الذهن، حلقة صالون المفكر الليبرالي الكبير عبد العظيم رمضان، حيث التقت الإعلامية المثقفة حنان منصور، ضيوف الصالون المتجذرين في الثقافة والسياسة والصحافة وعلم النفس.
في هذه الحلقة، قاد المؤرخ عبد العظيم رمضان فريق الصالون، وأطلق لروّاده العنان، فأدلى كلُّ بدلوه، وأخرج لنا الكثير من معين الفكر الصافي .
امتطي الدكتور عادل صادق صهوة جواد النفس البشرية، وكشف كثيرا من عوالمها، وسبر غور كثير من حقائقها، وكشف كذلك عن طبيعة شخصية المورخ عبد العظيم رمضان، فأكد أنّه جمع بين الحزم والرحمة، عمق الفكر، ووضوح المعنى، فكان مثقفا حقيقيا، وعالما موسوعيا، وليس دعيا كأدعياء هذه الأيام، الذين يصدرون الاسم بصفات ضخمة فخمة، هم منها خواء.
وأبدع في الحلقة نفسها المفكر اليساري د. رفعت السعيد، الذي أكد اعتماد المنهج التاريخي علي الوثيقة التاريخية، التي تعد هي مصدر المعلومة التاريخية الرئيسي، ولفت إلى ضرورة احترام تلك الوثيقة، والتأني في فهمها وتفسيرها، حتى تقود إلى المعلومة الصحيحة بلا كذب أو زيف، وأشار د. السعيد إلى عبقرية المفكر عبد العظيم رمضان صاحب الصالون في تنظيم أفكاره، وحسن عرضها .
وفي الحلقة، صال وجال المفكر السياسي عباس الطرابيلي، رئيس تحرير الوفد السابق في ميادين السياسة والفكر والتاريخ، وأشاد برقي فكر د. عبد العظيم رمضان، وتحدث عن شغفه بالمطبخ، وعشقه التليد للأكل، دون تكلف أو تجمل مصطنع، يحاول أصحابه إبراز المثالية، ناسين أنهم بشرٌ لهم مالهم وعليهم ما عليهم .
كما تحدثت زوجة المفكر عبد العظيم رمضان، عن مثاليته كزوج، وعن ولعه بالثقافة والاطلاع .. صالون د. عبد العظيم رمضان فكرة د. درية شرف الدين .
جدير بالذكر أنّ المؤرخ عبد العظيم رمضان ولد في أبريل 1925، وعمل مدرساً للتاريخ بجامعة المنوفية، فأستاذا، ثم عميدا بكلية التربية وشغل منصب عضو في المجلس الأعلي للثقافة، ورئيس لجنة التاريخ وعضو مجلس إدارة هيئة الكتاب المصرية، أشرف علي سلسلة تاريخ المصريين، إضافة إلي عضويته في كثير من اللجان، وكذلك مساحاته الثابتة في مجلة أكتوبر الأسبوعية و جريدة الأهرام ثم الجمهورية فيما بعد، وكان عضوا بمجلس الشورى، ورحل في هدوء يوم ٤ يوليو ٢٠٠٧م .
--------------------------------
بقلم: صبري الموجي
* مدير تحرير الأهرام