15 - 07 - 2025

مصر والتحالف الإبراهيمي

مصر والتحالف الإبراهيمي

لا أظن أن مصر طرف فيما يسمي التحالف الإبراهيمي، لأنها بالفعل تحتفظ بإتفاق سلام مع الكيان الصهيوني.

ولكن هل من مصلحتها اتساع ذلك التحالف قبل حسم الملفات الإقليمية المفتوحة وخاصة الملف الفلسطيني .

لابد من التأكيد علي أن الهرولة الخليجية نحو ذلك التحالف لا تخدم أهداف السلام أو الأمن في المنطقة ، لأنها تقدم هدايا مجانية للكيان الصهيوني، حين تشجعه علي مواصلة سياساته العدوانية والتوسعية، وبالتالي تهدد الأمن القومي العربي، بما في ذلك الأمن المصري .

ومن ناحية أخري، لا شك أن المصالح الإقتصادية لمصر تمثل ضغطاً لا يستهان به علي حريتها في اتخاذ القرار، وذلك في حد ذاته يمثل  تهديداً خطيراً وحقيقياً للأمن المصري ، ولا علاقة للتطبيع بذلك، لأن قرار رفض التطبيع هو قرار الأغلبية المصرية الكاسحة، وقد ازداد هذا القرار رسوخا وزاد مؤيديه بعد العدوان الصهيوني الوحشي علي غزة، وانكشاف أطماع الكيان الصهيوني في سيناء.

وهكذا، مرة أخري، أجدني أكرر أن الصعوبات الإقتصادية عنصر ضاغط بلا شك علي مركز اتخاذ القرار في مصر، وهو يضعف من مقاومة الضغوط الخارجية بلا أي جدال، وقد يضطرها جبراً أو اختياراً للقبول بأوضاع تضر في النهاية ببقايا الهيكل الأمني العربي المتهالك .

ولعل ذلك يستدعي من الأطراف العربية الفاعلة التي تملك إمكانيات إقتصادية أن تبادر بضخ التمويل الكافي في شرايين الإقتصاد المصري حماية من انهيار الموقف الأمني الكامل في المنطقة .

إن الإلتحاق بقطار ما يسمي التحالف الإبراهيمي قبل بناء المعادلات الإقليمية التي تسمح بتوازن معقول لكل دول المنطقة، وبشكل يحمي استقلال وأمن كل الأطراف، يعني انتحاراً إبراهيمياً علي مذبح الغباء السياسي، حتي ولو ارتضت بعض الأطراف التضحية بمصر.
-----------------------
بقلم: معصوم مرزوق


مقالات اخرى للكاتب

مصر والتحالف الإبراهيمي