14 - 07 - 2025

"التاريخ العلمي المصري تحت المجهر".. ندوة تثقيفية في معرض مكتبة الإسكندرية بمشاركة نخبة من العلماء المصريين

في إطار فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، نظّمت المكتبة، اليوم الإثنين، ندوة بعنوان "التاريخ العلمي المصري الحديث"، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، وذلك بحضور كوكبة من العلماء المصريين بالخارج والداخل، هم: الدكتورة سمحاء البلتاجي أستاذة علوم الحاسب، والدكتور أحمد الجمال أستاذ علوم الحاسب بجامعة رودجرز الأمريكية، والدكتور حاتم سليمان أستاذ طب الحالات الحرجة في لندن، وقدّم الندوة الدكتور محمد زهران، أستاذ علوم الحاسب بجامعة نيويورك.

واستهل الدكتور محمد زهران الندوة بالإشارة إلى أن التاريخ العلمي المصري في المائة عام الأخيرة يحتاج إلى إعادة قراءة وتنقية، مؤكدًا أن هذا التحدي لا يخص مصر وحدها، بل يشمل أيضًا التاريخ العلمي العالمي، مشيرًا إلى أن كثيرًا من العلماء والمفكرين الكبار لا يعرفهم أحد، في حين أن آخرين مثل الدكتور أحمد زويل اشتهروا دون أن يكون معروفًا للجمهور سر هذا التفوق بالشكل الكافي.

وأضاف زهران أن البحث العلمي له غايات متعددة؛ إما لحل مشكلات قائمة بشكل عاجل، أو بدافع الفضول العلمي، الذي يتطلب وقتًا وجهدًا طويلَين للوصول إلى نتائج جديدة.

من جانبها، شددت الدكتورة سمحاء البلتاجي على ضرورة غرس مفهوم البحث العلمي في نفوس الأجيال منذ مراحل التعليم المبكرة، مؤكدة أن البحث العلمي هو الوسيلة الأهم لحل مشكلات المجتمع، خاصة في الدول النامية التي تعاني من أزمات معقدة وتحتاج إلى حلول واقعية تعتمد على العلم لا الخطابات.

وفي سياق متصل، تحدث الدكتور أحمد الجمال عن الفجوة الكبيرة بين الدول في تمويل البحث العلمي، مشيرًا إلى أن الدول المتقدمة قد تصل نسبة إنفاقها على البحث العلمي إلى نصف دخلها القومي، بينما لا تتجاوز النسبة في معظم الدول العربية 0.5% فقط، معتبرًا أن مفتاح التقدم الحقيقي يبدأ من دعم فضول الباحثين لا مجرد استكمال الإجراءات.

بدوره، أكد الدكتور حاتم سليمان أن البحث العلمي لم يعد ترفًا في العالم المتقدم، بل بات ضرورة وجودية لأي دولة تطمح للتقدم، مضيفًا أن البحث العلمي يحتاج إلى شغف حقيقي، وقدرة على الصبر والمثابرة، لأن نتائجه ليست فورية، بل تتطلب سنوات من العمل الجاد.

تجدر الإشارة إلى أن الدورة الحالية من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، التي تتواصل فعالياتها حتى 21 يوليو الجاري، تُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب، وتشهد مشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية، تقدم أحدث إصداراتها بخصومات خاصة، إلى جانب أكثر من 215 فعالية ثقافية تتنوع بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة نحو 800 مفكر ومثقف وباحث.