11 - 07 - 2025

كردستان.. تقدم وازدهار رغم التحديات

كردستان.. تقدم وازدهار رغم التحديات

عقب تسلمه رئاسة الكابينة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان، وأداء اليمين أمام البرلمان، قال مسرور بارزاني في كلمته: "بحسب الاستفتاءات، فإن المطلب الأول للمواطنين هو مكافحة الفساد، ومطلبي أنا أيضًا الأول هو مكافحة الفساد وإجراء الإصلاحات، فالفساد ظاهرة مرعبة ولم تصبح ثقافة لدينا بعد".

واستكمل رئيس الحكومة: "بإمكاننا وبدعم من مواطنينا والمؤسسات المعنية، وفي وقت قصير، أن نقلل من حجم هذه الظاهرة، وأن نضيق الخناق عليها، ونحن نثمن عاليًا الخطوات التي تمت تأديتها حتى الآن باتجاه مكافحة الفساد والحد منه، ومن الآن فصاعدًا لن يكون هناك أي تسامح مع المفسدين، ولن نتساهل معهم، ويجب أن نحقق رغبة المواطنين".

بهذه الإشارات الواضحة والوعود الجادة، بدأت أعمال الكابينة التاسعة، وفي ظروف لم تكن أفضل للكابينة التي سبقتها، حيث تم قطع الميزانية عن شعب كردستان من قبل الحكومة الاتحادية، ثم حضرت هجمات داعش الإرهابي، ومن بعدها وباء كوفيد 19 الذي شَلَّ الحياة في كافة بقاع المعمورة، ورغم كل هذه التحديات، استطاعت حكومة الإقليم المضيّ قدمًا بأعمالها، وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، رغم الظروف المالية التي مر بها إقليم كردستان.

الأمن والأمان تلازما مع الحركة العمرانية والبناء المستمر للمكان، وقبله الإنسان، ورغم كل المشاكل والخلافات سواء الداخلية أو الخارجية، إلا أن كردستان تحدت كل هذه المشاكل، لنرى بناء الشوارع والسدود والجسور، وتأمين الكهرباء لمواطني الإقليم على مدار 24 ساعة، والنهوض بالزراعة والصناعة، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في كافة المجالات التي تخدم المواطنين، والانفتاح أكثر على العالم الخارجي، وإبرام عقود في مختلف المجالات مع الدول ذات الصلة والشأن.

كل هذه بجهود مسرور بارزاني وفريقه الذين يعملون على مدار الساعة، ولا ننسى دعم وتوجيهات الزعيم الكردي مسعود بارزاني لاستتاب الأمن، ونشر التسامح والتآخي والعيش المشترك بين المكونات المختلفة لكردستان، ومساندة نيجيرفان بارزاني رئيس الإقليم، التي كان لها أثر كبير في تقديم الخدمات والمسيرة إلى الأمام.

رئيس مجلس الوزراء مسرور بارزاني يتمتع بكاريزما، وشخصية جادة واضحة تملك إرادة الفعل، حقق هذا التغيير في هذه الأجواء المشحونة بين خلافات مع المركز وتهدئة الأجواء الداخلية، وما قامت بها حكومة الإقليم من أعمال تحت إدارته لخدمة المواطنين في ظروف ما مرت بها كردستان من قبل، أعمال ندرت مثيلتها في أرقى وأقدم الدول.

لا يزال هناك من يغردون خارج السرب؛ لأجل مصالح شخصية أو حفنة من الدولارات، يحاولون زعزعة الاستقرار وزرع بذور الفرقة بين مكونات الإقليم، وينشرون  إدعاءات باطلة ضد حكومة كردستان، لن يحصدوا معها سوى الخيبة، وقد انكشفت أوراقهم وألاعيبهم التي لا تخدم مصالح الشعب، ولا تحل الخلافات بين بغداد و أربيل، فكان أفضل رد عليهم الخدمات والمشاريع التي نفذتها الحكومة.

نظرة سريعة إلى مدن كردستان تظهر الحقيقة، فقد أصبحت أربيل الآن عاصمة تضاهي العواصم العالمية، وربما تغلب بعضها استقرارًا و أمنًا، وهي بذلك تضع نفسها على خارطة السياحة والاستثمار الأجنبي معًا؛ بما حققته من عناصر الجذب، وخلق مناخ صحي لمواطنيها وقاصديها للسفر أو العيش والاستقرار والاستثمار.

هذه الكلمات ليست ترويجًا لحكومة تحدثت إنجازاتها عنها بالفعل، لكنها شهادة للتاريخ تمنح كل ذي حق حقه، ولو أن أي مختلف سياسيًّا معنا حقق ما فعلته حكومة مسرور بارزاني؛ لكانت نفس كلمات الإشادة، لكن المكاشفة والمصارحة يملكها الشجعان وحدهم، وقد تربوا على مبادئ توارثوها أجيالًا تلو أجيال، وها هم يكررون النجاحات، كما كرروا تقديم التضحيات في خدمة شعب كردستان الذي يستحق أكثر، وينتظر المزيد، وسيكون القادم أفضل بإذن الله.
-------------------------
بقلم: شيركو حبيب 
كاتب و صحفي عراقي من كردستان

مقالات اخرى للكاتب

كردستان.. تقدم وازدهار رغم التحديات