يعيش البجح على قفا المكسوف.

والبجح.. هو الحكومة التي تحكمنا. والمكسوف هو الشعب الغلبان.

البجح.. بيعمل كل ما بدا له.. يبيع الأصول ويقول لك ده استغلال أمثل لأملاك الدولة.. ومش بيع ولا سمسرة ولا حتى خصخصة.

يرفع أسعار كل شيء.. بنزين، كهربا، غاز، مواصلات، و و و... ويقولك ده مش رفع..  ده تحريك أسعار.

يزود تعريفة كل ورقة حكومية لعشرات، وأحيانًا لمئات المرات.. ويقولك مفيش ورقة ببلاش.

يصدر قانونًا مشكوكًا في دستوريته.. ويطرد الأرامل وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمعاشات.. الذين لا حول لهم ولا قوة، ويعانون الأمرين مع مصاريف العيشة واللي عايشينها، والدواء..  ويقول لهم مساكن بديلة.. هناك في الصحراء!

سيادتك لما تخرج الناس من شققهم وتنقلهم أماكن هي بالتأكيد بعيدة.. هل حضرتك عملت حساب أولادهم هيروحوا إزاي مدارسهم؟

ولو المكان اللي نقلوا فيه لسه منطقة جديدة ومفيش فيها مدارس شغالة.. هيعملوا إيه؟

والموظفون هيروحوا أشغالهم إزاي؟ وهياخدوا وقت قد إيه علشان يوصلوا شغلهم؟ وهيصرف كام مواصلات ذهاب وعودة؟ وأنتم خليتوا أسعار المواصلات نار.. ويقولك ده مش طرد ده تحرير للعلاقة بين المالك والمستأجر.

بقت ناس أغنياء وعايشين في العلمين والساحل الشرير، وناس مش لاقيه.

قسم الشعب طبقتين.. ويقولك دي عدالة اجتماعية!

والمكسوف.. 

يضرب كفًّا فوق كف، ويرفع يده للسماء راجيًا ذهاب الحكومة.. وما باليد حيلة. عاوز يعيش في أمان الله، ويمشى جنب الحيطة.

لا ثورة ولا دياولو.

والبجح ينتهز الفرصة، ويتاجر بخوف المكسوف.. بشعارات الأمن والأمان وأهل الشر..  الذين يتربصون وينفخون.

وجوعوا تصحوا.

واللي تعرفه أحسن من اللي متعرفوش.

بصوا حواليكم وشوفوا.. ماذا فعلت ثورات الخراب في شعوب كانت آمنة؟

احمدوا ربنا على نعمة الستر والفقر!

فالفقراء أولاد الله!
------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]