07 - 07 - 2025

السيسي وحسن شيخ محمود يتفقان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتعاون الأمني

السيسي وحسن شيخ محمود يتفقان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتعاون الأمني

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بمدينة العلمين، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الدكتور حسن شيخ محمود، حيث عقد الزعيمان جلسة مباحثات ثنائية مغلقة أعقبها اجتماع موسع ضم وفدي البلدين، تناول سبل دعم التعاون المشترك، ومناقشة المستجدات الإقليمية والقارية.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن المباحثات شهدت توافقًا حول أهمية دفع العلاقات بين القاهرة ومقديشو نحو آفاق أوسع، مع التركيز على تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، وتعزيز أمن البحر الأحمر، باعتبارهما عنصرين رئيسيين في معادلة الأمن الإقليمي والدولي.

وأكد الرئيس السيسي، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك، أن زيارة الرئيس حسن شيخ محمود تعكس متانة الروابط التاريخية والدينية والثقافية بين الشعبين، مشيرًا إلى التزام مصر الكامل بدعم جهود التنمية وتعزيز الاستقرار في الصومال والمنطقة ككل.

وقال الرئيس السيسي إن المباحثات تناولت سبل تنفيذ الإعلان السياسي المشترك، الموقع في يناير الماضي، والذي يهدف إلى الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مع التركيز على التعاون السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري، وتفعيل خطوات ملموسة لتعزيز التنسيق الثنائي.

وفي هذا السياق، شدد الرئيس السيسي على أهمية مواصلة التعاون العسكري بين البلدين وفقًا لبروتوكول التعاون الموقع في أغسطس 2024، والذي يهدف إلى بناء قدرات الكوادر الصومالية وتعزيز دور المؤسسات الوطنية في مكافحة الإرهاب وترسيخ الاستقرار داخل البلاد.

كما ناقش الجانبان الدور المصري في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة لدعم الاستقرار في الصومال، مؤكدين ضرورة ضمان التمويل الدولي المستدام للبعثة لتتمكن من أداء مهمتها بفعالية.

وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره لجهود الرئيس حسن شيخ محمود في تحقيق وحدة الصف الوطني الصومالي، والتصدي للإرهاب وبناء مؤسسات الدولة، مؤكدًا دعم مصر الكامل لكل الجهود الرامية إلى تحقيق توافق سياسي في الصومال، بما يسهم في إحلال الأمن وتحقيق التنمية المستدامة.

وفي ختام كلمته، رحب الرئيس السيسي مجددًا بالرئيس الصومالي والوفد المرافق، معربًا عن تطلعه إلى مواصلة التنسيق والعمل المشترك من أجل دعم أمن واستقرار الصومال والقرن الأفريقي ومنطقة البحر الأحمر.

الجدير بالذكر أن هذه الزيارة تأتي في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة بين البلدين، لتعزيز أواصر التعاون المشترك في مختلف المجالات، بما يتناسب مع التحديات والمتغيرات التي تشهدها الساحة الإقليمية.

وجاءت نص كلمة السيسي كالتالي:- 

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي فخامة الرئيس الدكتور "حسن شيخ محمود"، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة،

يسعدني أن أرحب بكم مجددًا في بلدكم الثاني، مصر، في زيارة تجسد عمق الروابط الأخوية التي تجمع بين بلدينا، والقائمة على وحدة التاريخ والدين والثقافة، فضلاً عن رؤى وأهداف مشتركة.
وتأتي هذه الزيارة في إطار حرصنا المتبادل على الارتقاء المستمر بشراكتنا الاستراتيجية، بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين، ويسهم في دعم جهود التنمية وترسيخ الاستقرار في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي.

السادة الحضور،
شهدت مباحثاتي اليوم مع فخامة الرئيس حسن شيخ محمود نقاشًا معمقًا حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام، وفي مقدمتها الأوضاع الأمنية والسياسية في القرن الأفريقي، وأمن البحر الأحمر. وقد توافقنا على استمرار تكثيف التعاون لضمان استقرار هذه المنطقة الحيوية، لما لها من تأثير مباشر على الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي.
تناولنا أيضًا خلال المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية في ضوء الإعلان السياسي المشترك، الموقع في يناير الماضي، والهادف إلى ترفيع العلاقات بين بلدينا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. واتفقنا على أهمية البناء على الزخم الراهن، واتخاذ خطوات ملموسة لتعميق التعاون في مجالات محددة تحظى باهتمام مشترك، لا سيما في الجوانب السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، مع التأكيد على مواصلة التشاور والتنسيق في مختلف الملفات ذات الصلة.

وفيما يتعلق بالتعاون في المجالين العسكري والأمني، أكدنا التزامنا بمواصلة التنسيق في إطار بروتوكول التعاون العسكري الموقّع بين بلدينا في أغسطس 2024، من أجل دعم قدرات الكوادر الصومالية، وتعزيز دور المؤسسات الوطنية في حفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وتمكين الدولة الصومالية من بسط سيادتها وسيطرتها على كامل التراب الوطني.
كما تطرقنا إلى مشاركة مصر العسكرية والشرطية في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال، التي تهدف إلى دعم الجهود الوطنية لإرساء الأمن، حيث اتفقنا في هذا الصدد على أهمية التنسيق مع الشركاء الدوليين، في اطار تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وذلك لضمان توفير تمويل كافٍ، ومستدام، وقابل للتنبؤ لتلك البعثة، بما يمكّنها من تنفيذ ولايتها على نحو فعال.
ولا يفوتني في هذا السياق أن أشيد بجهود أخي فخامة الرئيس “حسن شيخ محمود” في تحقيق اصطفاف وطني بين مكونات المجتمع الصومالي، ازاء القضايا المُلحة التي تواجه بلاده مثل مكافحة الإرهاب، والحفاظ على وحدة الدولة، وبناء مؤسساتها. وقد أكدتُ لفخامته دعم مصر الكامل لكافة المساعي الرامية إلى تحقيق توافق وطني بشأن الملفات السياسية في الصومال، بما يُعزز الأمن ويرسّخ أسس الاستقرار والتنمية المستدامة في الصومال.

أخي فخامة الرئيس،
لقد قطعنا معًا خلال الأشهر الماضية خطوات جادة وواضحة نحو ترسيخ العلاقات الثنائية وتعميق التنسيق في مختلف المسارات، وعلينا اليوم مواصلة هذا النهج، وتعزيز وتوسيع دائرة التعاون بما يرتقي لطموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين.
وفي الختام، أرحب بكم مجددًا أخي فخامة الرئيس، وبالوفد الكريم المرافق، ضيوفًا أعزاء في مصر. وأتطلع إلى استمرار التنسيق الوثيق بيننا في مختلف القضايا ذات الأولوية، والعمل معًا من أجل أمن واستقرار الصومال، والقرن الأفريقي، ومنطقة البحر الأحمر.