انتقدت صحيفة هآرتس اليسارية الإسرائيلية، اليوم الاثنين 30 يونيو، سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي، الذي ظل لسنوات يسمح بالنمو الجامح للبؤر الاستيطانية غير القانونية، ولم يطبق القانون عندما كان الأمر متعلقا بالعنف ضد الفلسطينيين، وشجع الجيش سكان البؤر الاستيطانية بإعلانه لهم أنهم يتمتعون بحصانة جنائية، وأضعف نظام إنفاذ القانون الضعيف أصلا.
وركزت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسية اليوم للتعليق على حوادث العنف التي يرتكبها مستوطنوا الضفة الغربية، ففي الأسبوع الماضي قاموا بعملية أسفرت إحداهما عن استشهاد 3 فلسطينيين، وبعد يومين اعتدوا على جنود إسرائيليين كانوا قد أُرسلوا لإجلائهم من بؤرة استيطانية غير قانونية.
وأمس أقدمت مجموعة من المستوطنين على إحراق "قاعدة عسكرية" تابعة للجيش بالقرب من مستوطنة بيت "إيل" في الضفة الغربية، وأكد الجيش في بيان، أن "عددا من المستوطنين أشعلوا ليلة الأحد، النار في موقع عسكري في منطقة لواء بنيامين الإقليمي، وقاموا بتخريبه".وأوضح أن الإضرار بالموقع يشكل خطرا على سلامة المدنيين.
ووفقا للمقال الافتتاحي بالصحيفة، "كانت مسألة وقت فقط قبل أن يقوم المستوطنون، أباطرة الفصل العنصري الخارجين عن القانون في المناطق، بتوجيه عنفهم ضد الجنود الإسرائيليين الذين يمنعونهم من تنفيذ مخططاتهم الشريرة".
وقالت إن "الجيش الآن يواجه اعتداءات المستوطنين بعد أن اكتسبوا الشجاعة ودون أن يكبح جماحهم أي رادع، مضيفة أنه عندما يستهدف عنف المستوطنين الجنود، ينبري فجأة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لإدانة العنف في "المناطق"، هكذا دون تعريف.، موضحة أن اعتداءات المستوطنين على الجنود الإسرائيليين كانت تُقابل بإدانات من اليسار واليمين على حد سواء، أما اليوم، في ظل حكومة نتنياهو والمستوطنين، لم يعد هناك إجماع حتى على هذه القضية.
وكشفت أن سبب ذلك يعود إلى أن كبار أعضاء المجلس الوزاري المصغر يريدون من الجنود الإسرائيليين أن يفهموا أنه من الأفضل لهم عدم كبح جماح "شباب التلال"، وهي مجموعة من المستوطنين الصهاينة المتطرفين يعيش معظم أفرادها في بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وأوضحت أنه عندما يكون هذا هو نهج كبار المسؤولين في إسرائيل، فعلى كل من يفكر في اعتقال شباب التلال العنيفين، أن يفكر مرتين قبل أن يُقدِم على ذلك.
وعلى ما سبق فإن أوامر الإخلاء التي أصدرها قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي لن تُنفذ، وأوامر المنطقة العسكرية المغلقة ستكون حبرا على ورق فقط، وستُنشر من أجل إدراجها ضمن القواعد والبروتوكول.
وخلصت الافتتاحية إلى أن الرسالة التي يبعثها كبار الساسة في إسرائيل إلى مليشيات شباب التلال هي: "نفذوا أي مذبحة بهدوء".
وختمت بالقول إنه حري بنا أن نفهم كيف اكتسب الجيش الإسرائيلي سمعته باعتباره جيشا يسمح بارتكاب المذابح بدلا من أن يمنعها، وكيف انتهت حادثة اعتداء المستوطنين على قرية فلسطينية بمقتل 3 أشخاص برصاص الجنود.