30 - 06 - 2025

إعلان الدالاي لاما عن خليفته يشعل أزمة في الصين بسبب إقليم التبت

إعلان الدالاي لاما عن خليفته يشعل أزمة في الصين بسبب إقليم التبت

تشهد الصين الأحد القادم، كلمة  للزعيم الروحي الـ14 للتبت، الدالاي لاما، خطابا بمناسبة عيد ميلاده الـ90 أمام تجمع كبير من رجال دين بوذيين، ومن المنتظر أن يعلن فيه عمن سيخلفه، في خطوة قد تثير غضب الصين.

والـ"دالاي لاما" لقب معناه "المعلم الروحي ذو الحكمة العميقة كالمحيط"، أما اسم الدالاي لاما الـ14 فهو تينزن غياتسو المولود في السادس من يوليو 1935، ويعيش حاليا في المنفى في مدينة دهارماسالا، شمال الهند منذ عام 1959.

وكان الدالاي لاما قد قال من قبل إنه سيتشاور مع كبار الرهبان البوذيين وآخرين في ذلك التوقيت للإفصاح عن مؤشرات محتملة عمن سيخلفه بعد وفاته، وأوضح أن خليفته سيكون شخصا ولد خارج الصين، وحث اتباعه على رفض أي شخصية تختارها بكين.

ومن جهتها تعتبر بكين الدالاي لاما، الذي غادر التبت في 1959 بعد فشل انتفاضة على حكم الصين، انفصاليا وتقول إنها هي من ستختار من سيخلفه. 

وقال الدالاي لاما لحشد من أتباعه اليوم الاثنين وهم يدعون له بطول العمر "ما تبقى من حياتي سأهبه لنفع الآخرين قدر المستطاع". مضيفا أنه "سيكون هناك نوع من إطار العمل الذي يمكننا أن نتحدث عنه بشأن استمرارية مؤسسة الدالاي لاما"، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.

وفي مارس الماضي قالت الصين إن الدالاي لاما في منفى سياسي "ولا يحق له تمثيل شعب التبت بأي شكل"، وأضافت أنها منفتحة على مناقشة مستقبله إذا اعترف بأن التبت وتايوان جزآن من الصين وهو أمر رفضته حكومة التبت في المنفى.

وكانت التبت منطقة ودولة سابقة في آسيا الوسطى وموطن الشعب التبتي حتى 7 أكتوبر 1950 بعد انتصار الجيش الصيني على الجيش التبتي وضم التبت إلى الإدارة الصينية، وبعد انتفاضة شعبية على الحكم الصيني تم نفي الدالاي لاما إلى الهند حيث أسس حكومة في المنفى تقول بحقها في السيادة على التبت بحدود تطلق عليها "التبت التاريخية".


ويتم اختيار الدلاي لاما في عملية روحية قد تستغرق عدة سنوات، تبدأ بعد وفاة الدالاي لاما حيث يُعتقد أنه سيعاد تجسيده في طفل جديد، ويتم إرسال فرق من الرهبان إلى أنحاء التبت للبحث عنه وفق اختبارات روحية، وبعد التأكد من هوية الطفل يعلن رسميا أنه الدالاي لاما الجديد وينقل إلى دير خاص حيث يتم تعيين أحد كبار الرهبان للإشراف عليه وتدريبه وتولي مسؤولية الشؤون الدينية والتعليمية.

وحاليا هناك توتر سياسي حول هذه العملية، خاصة بسبب تدخل الحكومة الصينية ومحاولتها فرض مرشحها الخاص، حيث ترى أن تعيين خليفة للدالاي لاما خارج سيطرتها أمر يهدد شرعيتها في إقليم التبت الذي باتت تعتبره جزءا لا يتجزأ من أراضيها منذ ضمه إليها.