30 - 06 - 2025

هذا الصيف يقلب المعادلة المناخية، والبحوث الزراعية يوضح كيفية استغلال فوضى المناخ للاستثمار الزراعي

هذا الصيف يقلب المعادلة المناخية، والبحوث الزراعية يوضح كيفية استغلال فوضى المناخ للاستثمار الزراعي

تشهد القارة الأوروبية موجة حر شديدة، حيث تجاوزت درجات الحرارة لأول مرة 40 مئوية، في كل من أسبانيا وفرنسا وإيطاليا،وذلك بسبب تحرك كتلة هوائية قائظة من شمال أفريقيا، تجاه أوروبا.

وأوضح الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ التابع لمركز البحوث الزراعية أن "هذا الصيف يشهد قلبا للمعادلة الطبيعية، حيث كانت موجات الحر حكرًا على دول الجنوب، ولكن هذا الصيف يخلق فوضى مناخية بين الشمال والجنوب.

ومن جهتها أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن هذه الكتلة الحارقة قد تتسبب في ذوبان شامل في غطاء جرينلاند الجليدي، مما يهدد توازن المناخ العالمي ويعجّل بارتفاع مستوى سطح البحر.

وقال فهيم إن هذه الكتلة الحارة تُعد بمنزلة "صادرات إلزامية من الحر من الجنوب إلى الشمال"، موضحا إن "الدول الأفريقية التي طالما تحملت أعباء تغير المناخ دون أن تكون مسؤولة عنه، أصبحت الآن لاعبًا حقيقيًا على خريطة الأحداث المناخية، سواء من حيث التأثر أو التأثير، فالحرارة الصاعدة من الجنوب لم تعد تهدد فقط أمننا الغذائي، بل صارت أيضًا تهدد أوروبا نفسها، في محاصيلها، وأنظمتها الصحية، وبناها التحتية".

وأكد فهيم على أن "النظام المناخي السائد في مصر وشمال أفريقيا يتعرض لتشوّه غير مسبوق، تظهر ملامحه في أمطار غزيرة وسيول غير متوقعة كما حدث في عاصفة التنين 2020 وصيف مبكر وخماسين أكثر حرارة وشتاء قارس ورياح عاتية بجانب اشتداد وتكرار الأحداث المتطرفة بوتيرة غير معهودة"، وأضاف "هناك تسارع فى معدلات إرتفاع مستوى سطح البحر، ما يهدد دلتا النيل بالتملّح، ويجعل الزراعات الساحلية في خطر داهم لكن الكارثة الصامتة بحسب وصفه تكمن في تغير خريطة الآفات والأمراض الزراعية، حيث تم تسجيل انتشار غير معتاد لـ"اللفحة المتأخرة" في البطاطس خلال العروات الصيفية، وهو أمر لم يكن يحدث في السابق، مما يُحتّم إعادة تقييم قواعد تحليل المخاطر البيولوجية، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على التقاوي المستوردة من أوروبا".

ووجه فهيم بضرورة أن تستعد دول الجنوب وعلى رأسها مصر بأن تُعيد صياغة سياساتها الزراعية والتصديرية بما يتماشى مع التحولات المناخية المتسارعة، لافتا إلى أن الحر القادم من الجنوب ليس مجرد لعنة موسمية، بل فرصة اقتصادية استراتيجية، موضحا أن "تغير المناخ يمكن أن يعيد ترتيب القوى الإنتاجية الزراعية عالميًا ويجب أن نستعد بالتحليل والتخطيط، للتحوّل إلى سلة الغذاء البديلة لأوروبا في زمن التقلب المناخي القادم ."

وأعرب فهيم عن رأيه بأن هذه الكتلة الحارة قد تكون نافذة مصر الذهبية نحو تعزيز الصادرات الزراعية إلى أوروبا، التي ستتضرر بشدة هذا الصيف في محاصيل الزيتون، الموالح، البطاطس، وغيرها من المحاصيل الحساسة للحرارة مشددًا على ضرورة:

1. إطلاق دراسات مستقبلية دقيقة حول الفجوات المتوقعة في الأسواق الأوروبية.

2. تحليل قدرة الدول المنافسة على التصدير في ظل هذا التغير المناخي العنيف.

3. تنسيق إقليمي بين مصر ودول المغرب العربي لإنشاء منظومة تصديرية جماعية بنهج "الكل رابح".