نظرة عامة على المشروع:
في إطار الجهود الوطنية الحثيثة لمواجهة التحديات البيئية وتعزيز الاستدامة، وبرعاية من وزارة البيئة المصرية، ينطلق مشروع رائد لجمعية "بيئة بلا حدود" يهدف إلى صون وإكثار أشجار المانجروف في منطقة البحر الأحمر (محمية وادى الجمال) يمثل هذا المشروع خطوة نوعية نحو تطبيق مفاهيم الاقتصاد الأزرق في مصر، مستفيدًا من الدور المحوري لأشجار المانجروف في تخزين الكربون ومكافحة آثار التغيرات المناخية.
يعد هذا المشروع خطوة استباقية نحو تطبيق مفاهيم الاقتصاد الأزرق في مصر، بما يتماشى مع توجهات الاستراتيجية الوطنية نحو تبني حلول مستدامة وقائمة على الطبيعة لمكافحة تغير المناخ، وهو الأول من نوعه منذ أكثر من عقد، حيث يعيد إحياء برامج الصون والإكثار التي توقفت طويلًا بسبب محدودية الموارد المتاحة لإدارة المحمية.
تكمن أهمية المشروع في تبنيه منهجًا علميًا حديثًا يرتكز على أحدث التقنيات في مجال الزراعة بالأنسجة، مما يبشر بتحقيق نسب نجاح عالية وتجاوز التحديات التي واجهت محاولات الإكثار السابقة. كما يأتي هذا المشروع متوافقًا بشكل وثيق مع الأهداف الطموحة للاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والتي تولي أهمية قصوى لتعزيز القدرة على التكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف من حدته من خلال تبني حلول مستدامة وقائمة على الطبيعة، مثل الحفاظ على النظم البيئية الساحلية الهامة وأشجار المانجروف ودورها في تخزين الكربون الأزرق.
يتكامل هذا المشروع الحيوي مع أهداف الاستراتيجية الوطنية لصون التنوع البيولوجي 2030، التي شاركت الجمعية في تحديثها، كما يتكامل المشروع أيضا مع مبادرة تمويل التنوع البيولوجى، حيث يمثل العمل على تأهيل وزيادة مساحة مناطق أشجار المانجروف والاستفادة من فرص التمويل الخضراء هدفًا مشتركًا يسهم في تعزيز قدرة النظم البيئية على الصمود في وجه التغيرات المناخية وامتصاص غازات الاحتباس الحراري.
علاوة على ذلك، يسعى المشروع إلى دعم محمية وادي الجمال وتمكينها من تنفيذ برامج صون فعالة والتوسع في زراعة المانجروف للاستفادة من الحلول الطبيعية لمواجهة التغيرات المناخية. ويمتد الأثر الإيجابي لهذا المشروع ليشمل المجتمعات المحلية، حيث من المتوقع أن يستفيد حوالي 2000 فرد من خلال المشاركة في الأنشطة، مما يعزز التنمية المستدامة ويساهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 في بعدها البيئي والمجتمعي.
في إطار جهودنا المستمرة لإعادة تأهيل واستعادة نظم المانجروف البيئية، قمنا بتنفيذ أنشطة رئيسية بدعم من إدارة المحمية.. حتى الآن، نجحنا في إكثار 5000 شتلة داخل الصوبة الزراعية التابعة للمحمية، بالاضافة الى اكثار 4000 ألاف شتلة بالتعاون مع باحثين متخصصين من مركز بحوث الصحراء، كما قمنا بزراعة 8000 شتلة في موقعين من المواقع المستهدفة، مما يُعد إنجازًا بارزًا في جهود الاستعادة البيئية.
وقد أحرز المشروع تقدمًا كبيرًا في الاستعداد لعمليات استعادة واسعة النطاق لأشجار المانجروف، وذلك بفضل المشاركة الفعالة من المجتمع المحلي، وتوافر التجهيزات اللازمة، وجدول زمني واضح للتنفيذ. كما أن استمرار عمليات الرصد، والإدارة التكيفية، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين، من شأنها ضمان نجاح المبادرة على المدى الطويل.
الإنجازات حتى الآن:
• إعادة تأهيل الصوبة الزراعية:تم بنجاح إعادة تأهيل صوبة بمساحة 200 متر مربع، لتوفير ظروف مثالية لإنبات البذور.
• توفير الأدوات والمواد: تم تزويد الفريق بكافة الأدوات والمواد اللازمة لبرامج جمع وزراعة البذور.
• مشاركة المجتمع المحلي: تم توقيع اتفاقيات مع ثلاث مجموعات من المجتمع المحلي، كل مجموعة تضم 30 عضوًا، تحت إشراف مختصين في النباتات، لتنفيذ برامج جمع وزراعة البذور.
رصد حالة المانجروف:
أظهرت أعمال الرصد تفاوتًا في مراحل الإزهار والنمو لأشجار المانجروف، حيث أن بعض الأشجار في مرحلة الإزهار، وأخرى في طور النمو، بينما أنهت بعض الأشجار دورة نموها.
تجهيز المواقع:
• تم توفير الأدوات الزراعية الأساسية داخل المحمية لتسهيل عمليات الزراعة فور توفر البذور.
• تم جلب تربة مناسبة من الوديان، وتم تحسينها بالكمبوست وتجهيزها للزراعة.
• تم تعبئة الأكياس بالتربة ووضعها في صناديق بلاستيكية مثقبة لاستخدامها في إنبات البذور.
جمع البذور والزراعة الأولية:
تم إطلاق برنامج جمع البذور بالتعاون مع فريق المحمية، حيث أُجريت أنشطة غطس في قنوات المانجروف العميقة، وأسفرت عن جمع كمية كبيرة من البذور الصالحة للزراعة تُقدّر بحوالي 7,000 بذرة. وقد تمت هذه العملية خلال ما يُعرف محليًا بـ"موسم الرجعة"، وهو فترة قصيرة ومحددة. وتم اختيار البذور الصالحة للزراعة بعناية.
الإكثار داخل الصوبة الزراعية:
تم بنجاح إكثار 5000 شتلة خلال فترة التقرير داخل صوبة المشروع في محمية وادي الجمال، وذلك باستخدام أساليب علمية متخصصة يقوم بها فريق المشروع. وقد تجاوزت نسبة النجاح للشتلات الحية 88%.
زراعة المانجروف في المواقع المستهدفة:
بناءً على التنسيق مع إدارة المحمية وتوصيات فريق التحقق خلال زيارته الأخيرة لمواقع تنفيذ البرنامج، تم تركيز أنشطة الزراعة في أربعة مواقع محددة تم تحديدها مسبقًا ضمن البرنامج.
نجح فريق المشروع في زراعة ونقل أكثر من 2000 شتلة في موقعين من المواقع الأربعة المستهدفة. ووفقًا لتوجيهات فريق التحقق، تم استكمال زراعة ما مجموعه 6000 شتلة في هذين الموقعين، وذلك طبقًا للخطوط الإرشادية الموصى بها، من خلال تنظيم الشتلات في صفوف مع الالتزام بالمسافات البينية المناسبة بينها.
-------------------------------
دراسة بقلم: د. عادل سليمان
*خبير بيئة - رئيس بيئة بلا حدود