رفضت وزارة المالية الإسرائيلية طلبا للجيش الإسرائيلي بزيادة ميزانيته بمبلغ 60 مليار شيكل، من أجل تمويل الحرب على إيران واستئناف الحرب على غزة، منذ مارس الماضي، التي يطلق عليها عملية "عربات جدعون" العسكرية، ويدعي الجيش أنه إنفاق لم يكن مشمولا في ميزانية العام الحالي.
وقال الجيش الإسرائيلي في طلبه للمالية، إن عدم إضافة هذا المبلغ إلى ميزانيته، سيعرقل شراء صواريخ منظومة "حيتس" لاعتراض الصواريخ البالستية، ومئات مركبات "هامر" العسكرية للحرب المستمرة على غزة، فيم طالبت وزارة المالية الجيش بالتوقف عن "التبذير" في استدعاء قوات الاحتياط، وأن هناك "بطالة خفية" منتشرة في صفوف الجيش في السنة الأخيرة،وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأحد.
ويضغط الجيش على وزارة المالية من خلال وسائل الإعلام، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين قولهم إن الوزارة تعارض بشدة دفع المبلغ الذي يطالب الجيش به وأن الوزارة أوقفت ميزانيات جرى الاتفاق حولها، مؤخرا.
وأضافت نقلا عن المسؤولون الأمنيون أن "أحد أسباب معارضة وزارة المالية هو الادعاء بوجود تجاوزات في أيام خدمة قوات الاحتياط التي بلغت كلفتها 1.2 مليار شيكل شهريا"، مستدركة:" لكن ما العمل عندما تكون هناك حاجة لقوات احتياط أكثر مما خطط له في الاجتياح البري في غزة والحرب على إيران؟"، وأشاروا إلى أنه تم استدعاء 30 – 40 ألف جندي في الاحتياط لقيادة الجبهة الداخلية وحدها، وتلقوا أجرا بحجم أجرهم في عملهم.
وتذرع المسؤولون الأمنيون، بما يتعلق بالمطالبة بالميزانية الإضافية، بأن كبار المسؤولين في وزارة المالية وخاصة وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، كانوا "شركاء في السر، في الأشهر الأخيرة التي سبقت الحرب على إيران وتكلفتها".
ووصف المسؤولون الأمنيون الخلافات بين الجيش ووزارة المالية بأنها "أزمة أشد من أزمات سابقة، وتؤثر على ميدان القتال بشكل مباشر".
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي طلب من مندوبيه في الولايات المتحدة شراء أكثر من 600 مركبة هامر جديدة على الأقل، ووصفت مركبات هامر الموجودة بحوزة الجيش الآن بأنها "خردة" إثر استخدامها المكثف في قطاع غزة، وكذلك بسبب استهداف قسم منها بقذائف مضادة للمدرعات في القطاع.
ويدعي الجيش الإسرائيلي أن صفقات لشراء ذخيرة للطائرات الحربية وصواريخ لمنظومة "حيتس" متوقفة حاليا، بعد الإعلان في الولايات المتحدة عن أن صواريخ "حيتس" في إسرائيل توشك على الانتهاء، بسبب استخدامها بشكل كبير في اعتراض الصواريخ البالستية الإيرانية.
ويلوّح الجيش الإسرائيلي بأن تأخير المصادقة على الميزانية التي يطلبها لتمويل شراء صواريخ "حيتس" يؤدي إلى "تقليص استعداداته لجولة قتالية قادمة ضد إيران، التي قد تكون أقرب من التوقعات". ويبلغ ثمن الصاروخ الواحد من "حيتس" 14 – 15 مليون شيكل.
وحسب الصحيفة، فإنه خلال مداولات أمنية مغلقة، تم تقديم معطيات حول "فقدان الطائرات المسيرة الإسرائيلية، بتكلفة مئات ملايين الدولارات، والتي سقطت في إيران"، وأنه "يوجد تخوف في الجيش الإسرائيلي من تأخير في البدء بصنعها".