١٩ فتاة خرجن للعمل.. فتيات لايملكن رفاهية الحلم، يعشن كابوس الفقر، فى لحظة انتهت حياتهن بعد حادث مروع على الطريق الإقليمى.
حادث فتيات المنوفية أعادنى لحادث وقع عام ٢٠٠٦ أسفر عن وفاة ٢٣ شحصا اغلبهم فتيات كن فى طريقهن للعمل فى الأراضى الزراعية وعند قرية دمشلى بالبحيرة قسم القطار السيارة النقل التى كانت تقل الفتيات نصفين وتحولت أجسادهن لأشلاء، وقتها أجريت تحقيقا صحفيا عايشت فيه حياة الفتيات وظروف عملهن والمخاطر التى يتعرضن لها، نقلت صورة من حياتهن فى بيوتهن والظروف التى اضطرتهن للعمل، واننتفلت معهن للأراضي التى يعملن بها.
وقتها لم أجد أقوى من رائعة يوسف إدريس "الحرام" لأستوحى منها عنوان (حرام 2006 أشد قسوة من حرام يوسف إدريس)
يختتم يوسف إدريس روايته بفقرة تقول (ومضت سنوات وحدثت تغيرات واختفت الترحيلة) فى إشارة لقوانين الإصلاح الزراعى التى قضت على الإقطاع الزراعى وملّكت الفلاحين.
ومن ٢٠٠٦ وحادث فتيات البحيرة وحتى ٢٠٢٥ وحادث فتيات المنوفية، مضت سنوات ووقعت ثورات وسقطت أنظمة، ولكن لم تحدث تغييرات تحسن من حياة البسطاء، مازال الفقر يطرد الفتيات من بيوتهن للعمل فى ظروف غير آمنة، ينتظرهن الموت فى اصطدام بقطار أو غرق معدية أو اصطدام بسيارة .
أرجو ألا تقتصر المعالجة على صرف إعانات تكفى نفقات الجنازة والدفن، ولكن المعالجة تكون بدراسة حالة للقرية والظروف الأسرية لأسر الفتيات وإقامة مشروعات تناسب القرى تخلق فرص عمل أو إنشاء مراكز تدريب للفتيات على مهن تعينهن على اكتساب الرزق. او تدريبهن على وظائف يحتاجها المجتمع ورواتبها عالية مثل وظيفة جليس مسن أو جليسة أطفال وغيرها من وظائف يحتاجها المجتمع.
---------------------
بقلم: نجوى طنطاوي