تسببت أمريكا وربيبتها الكيان الصهيوني في إفساد المنظمات الدولية ، ومنها مؤخرا محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية ، ثم ها هو الفساد يوشك أن يلحق بالوكالة الدولية للطاقة النووية ، ومعاهدة الحظر التي كانت تعد نظام الحماية للعالم من انتشار السلاح النووي .
لقد تسبب التدخل المستمر ، والضغط علي مديري الوكالة لإعداد تقارير منحازة لخدمة سياسات أمريكا وإسرائيل في تدمير العراق ، كما ثبت مؤخرا قبل العدوان علي إيران من خلال تقرير مدير عام الوكالة الذي تضمن تشكيكا في مدي التزام إيران ،رغم أنها تسمح للمفتشين بحرية مطلقة في الدخول ( وبعض هؤلاء المفتشين كما علمنا من تجربة العراق كانوا جواسيس علي مفاعل العراق بما أتاح سهولة تدميره ).
لقد طالبت منذ التسعينات من القرن الماضي بضرورة التزام الوكالة بالحيدة والمهنية ، مع حماية الدول الأعضاء وحقهم في الحصول علي مفاعلات للإستخدام السلمي للطاقة النووية ، وإلا سوف يتأثر نظام معاهدة حظر الإنتشار النووي NPT .
وقد اقترحت نتيجة تعسف الوكالة مع دولنا في الشرق الأوسط ، أن تتحرك دول العالم الثالث لتجميد عضويتها في المعاهدة أو إعلان الإنسحاب منها ، خاصة وأن الدول الكبري أعضاء النادي الدولي لم ينفذوا تعهدهم بالتخلص من السلاح النووي ، بل أصبحت العقوبات تطبق علي الدول الأعضاء في المعاهدة مثل العراق وإيران ، بينما لا يفتح أحد فمه لمجرد الإعتراض علي قيام دولة غير عضو بإنتاج القنابل النووية ، بل والتهديد بإستخدامها مثل إسرائيل .
لذلك ، يجب علي الدول أعضاء مجلس محافظي الوكالة تفهم موقف إيران التي أعلنت تعليق مشاركتها في المعاهدة ، وأن يطالبوا بتنفيذ قرار مؤتمر المراجعة الرابع بإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط ، ورفع الأمر إلي مجلس الأمن لإتخاذ قرار يلزم إسرائيل بإخضاع منشآتها النووية للرقابة والتفتيش ، والتخلص من القنابل النووية كما فعلت جنوب إفريقيا .
انقذوا العالم قبل انهيار المنظمات الدولية التي برزت بعد الحرب العالمية الثانية ، كي تحمي البشرية من تكرار مثل هذه الفظائع .
-----------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق
