24 - 06 - 2025

السفير الفلبيني: مصر شريك استراتيجي وداعم رئيسي للفلبين في أوقات الأزمات

السفير الفلبيني: مصر شريك استراتيجي وداعم رئيسي للفلبين في أوقات الأزمات

أكد سفير جمهورية الفلبين في القاهرة، عز الدين تاجو، أن سفارة بلاده في مصر تُعد أول بعثة فلبينية يتم إنشاؤها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة الممتدة قامت على أسس من الاحترام المتبادل، والقيم المشتركة، والالتزام بالتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.

وخلال كلمته مساء الاثنين، في الحفل الذي نظمته السفارة الفلبينية بمناسبة الذكرى الـ127 لإعلان استقلال الفلبين، شدد السفير تاجو على أن “الدفء والتضامن بين شعبينا كان واضحًا بشكل خاص خلال الأزمات الأخيرة، حيث قدّمت مصر مساعدة شديدة الأهمية أثناء إجلاء المواطنين الفلبينيين من السودان وغزة”، معربًا عن “عميق الامتنان لهذا الدعم المصري الأخوي”.

وأوضح السفير أن هذا التعاون المتميز بين البلدين يُعد ثمرة ما يقرب من عامين من المفاوضات الدؤوبة، وتقييمات المخاطر، والتنسيق التنظيمي بين الحكومتين الفلبينية والمصرية.

وأضاف تاجو: “لطالما قلت إن الفلبينيين والمصريين يشتركون في الكثير، فنحن نمتلك عددًا سكانيًا يزيد على 100 مليون نسمة، ومتوسط أعمار شباب يتراوح بين 22 و24 عامًا، وهي تركيبة ديموغرافية تمثل فرصة حقيقية للنمو الاقتصادي”، لافتًا إلى أن البلدين يعملان حاليًا على تسخير هذه الإمكانيات من خلال تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة، إلى جانب التواصل الثقافي والشعبي.

وفيما يخص الجانب الزراعي والتجاري، أشار السفير إلى دخول منتجات زراعية جديدة إلى الأسواق المحلية لكل من البلدين، حيث تم تصدير الخوخ المصري إلى الفلبين، فيما بدأ التعرف في السوق المصري على فاكهة “الدوريان” الفلبينية الشهيرة، واصفًا إياها بـ”ملك الفواكه الاستوائية” ذات النكهة الغنية والرائحة المميزة.

واعتبر أن هذا التبادل الزراعي يعكس تزايد الثقة الدولية في أنظمة الصحة وسلامة النباتات الفلبينية، والالتزام بالمعايير التنظيمية الدولية، مؤكدًا على أمله في استمرار تدفق هذه المنتجات الزراعية بين الجانبين، بما يفتح المجال لتوسيع رقعة الزراعة الفلبينية ومشاركة فواكهها الاستوائية المحبوبة عالميًا.

وقال السفير تاجو: “إنه لشرف كبير لي أن أمثل بلادي في مصر، وأن أشارك في بناء جسور التعاون وتوطيد علاقات الصداقة والتفاهم المتبادل”، مشيرًا إلى أن علاقته بمصر وشعبها “لم تنتهِ”، وأن الروابط التي تعززت بين الطرفين ليست فقط إنجازات دبلوماسية، بل هي علاقات إنسانية قائمة على الثقة والاحترام والصداقة الحقيقية.

ودعا السفير الحضور لزيارة الفلبين للتعرّف على كرم الضيافة الفلبيني والاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة هناك، قائلًا: “نحن فخورون بتراثنا الثقافي الغني الذي يجمع بين التقاليد الأصيلة والتأثيرات المتنوعة التي شكّلت هويتنا الفريدة”.

وعن مناسبة الاحتفال، أشار السفير إلى أن يوم 12 يونيو 1898 يُعد لحظة مفصلية في التاريخ الفلبيني، حين أعلن الجنرال إميليو أجوينالدو استقلال الفلبين، ورفع العلم الوطني للمرة الأولى، وعُزف النشيد الوطني، رغم أن الاعتراف الكامل بالاستقلال تم في 4 يوليو 1946. 

وقال إن يوم 12 يونيو بات العيد الوطني الذي يحتفل به الفلبينيون سنويًا، تخليدًا لتضحيات الأبطال الوطنيين، واستمرارًا لمسيرة التقدم والسلام والازدهار، انسجامًا مع شعار الاحتفال لهذا العام: “الحرية، التاريخ، المستقبل”.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أوضح السفير أن الفلبين تواصل تحقيق نمو ملحوظ، حيث بلغ متوسط نمو الناتج المحلي في الشهور التسعة الأولى من عام 2024 نحو 5.8%، فيما شهد التضخم تحسنًا ملحوظًا ضمن المستويات المستهدفة، وهو ما يعكس نجاح سياسات الإصلاح والتعافي الاقتصادي. وأشار إلى أن بلاده تمضي بثبات نحو الانتقال من شريحة الدخل المتوسط الأدنى إلى الدخل المتوسط الأعلى بحلول عام 2026.

وفي السياق الإقليمي، أوضح السفير أن الفلبين تُعد عضوًا مؤسسًا في رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، وهي منظمة تأسست عام 1967 لتعزيز النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والتنمية الثقافية، بالإضافة إلى ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة. 

وأضاف أن مصر تستضيف 9 بعثات دبلوماسية تمثل دول الآسيان، وهي: بروناي، كمبوديا، إندونيسيا، ماليزيا، ميانمار، الفلبين، سنغافورة، تايلاند، وفيتنام.

وأشار إلى أن الفلبين ستتولى رئاسة رابطة الآسيان في عام 2026، خلفًا لماليزيا التي تتولى الرئاسة الحالية، مؤكداً تطلع بلاده إلى دفع رؤية “مجتمع الآسيان 2045” التي تركز على بناء رابطة مرنة ومبتكرة ومتمحورة حول الإنسان.

واختتم السفير الفلبيني كلمته بتوجيه تحية خاصة إلى العلاقات الثنائية بين مصر والفلبين، مؤكدًا أن هذه الروابط “ازدادت عمقًا ودفئًا على مدار 79 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي بدأت في 3 مارس 1946، ونتطلع للاحتفال بالعام الـ80 للعلاقات الثنائية في العام المقبل”.

حضر الحفل وزير الزراعة علاء فاروق، د. أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير، السفير أحمد شاهين مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية، السفير حازم الطاهرى نائب مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق،

كما حضر عدد من السفراء  سلطنة عمان، الأردن، قطر، فيتنام، سنغافورة، تركيا، كمبوديا، كوريا الجنوبية، الكاميرون، البوسنة والهرسك، تايلاند، مالطا، اليونان، بنما، سريلانكا، أرمينيا، البرتغال، ألبانيا، الفاتيكان، أيرلندا، اليابان، روسيا، بروناى، الأرجنتين، السودان، ميانمار، قبرص، المجر، بولندا، الاتحاد الأوروبى، أذربيجان، أنجولا، سلوفينيا، ماليزيا، شيلى، أستراليا، ليتوانيا، وممثل عن السفلرة السعودية.