23 - 06 - 2025

هآرتس:"ترامب المندفع ورجل الصفقات خضع للإنجليين والمليارديرات وغيرهم في قرار ضرب إيران"

هآرتس:

يخضع دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، لحملة تأثير وضغوط ظل العديد من المسؤولين والسياسيين داخل البيت الأبيض وخارجه منذ سنوات، الأمر الذي جعله يتخذ خطوة ضرب إيران غير المسبوقة، هذا بحسب ما كشفه "بن صامويل" مراسل صحيفة هآرتس اليسارية في واشنطن.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن ترامب "المندفع ورجل الصفقات" اعتمد في قراره على مشورة أولئك المعاونين والسياسيين بشأن إيجابيات وسلبيات ضرب إيران.

ويرى صامويل أنه لفهم الكيفية التي استند عليها ترامب في تغيير السياسة الخارجية الأميركية والشرق الأوسط لا بد من فهم طريقة تفكير هؤلاء المحيطين به، وكيف أخذ ترامب بنصائحهم فيما يتعلق بتداعيات الضربات على الولايات المتحدة أو إسرائيل أو قاعدة أنصاره في الداخل.

وقسم صامويل في تقريره المعاونين الذين استند اليهم ترامب في قراره على النحو التالي:

  • الأربعة الكبار   

اختار ترامب ثلاثة من مستشاريه للوقوف بجانبه وهو يلقي خطابه للأمريكيين عقب تنفيذ الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية الثلاث في فوردو ونطنز وأصفهان، والمستشارون هم، جيه دي فانس نائب الرئيس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية (والقائم بأعمال مستشار الأمن القومي) ماركو روبيو.

وحمل هذا الاختيار دلالة خاصة، إذ أراد ترامب من وراء وجودهم إلى جانبه إظهار أنه يحظى بدعمهم الكامل، خاصة أن ثلاثتهم كانوا يحاولون في الأشهر الأخيرة إقناع الرئيس بتفضيل الدبلوماسية على العمل العسكري.

واوضحت الصحيفة إن فانس -خصوصا- ظل على مدى الأشهر القليلة الماضية يقود معسكر رفض العمل العسكري داخل دائرة ترامب الضيقة ويدفع نحو انتهاج الدبلوماسية تجاه إيران، لكنه صرح في الأيام الأخيرة بأنه سيتبع الرئيس بغض النظر عما يقرره.

أما هيغسيث فقد كانت تساوره شكوك بشأن احتمال تورط أميركا في حرب أبدية أخرى بالشرق الأوسط، بل لم يكن يرغب حتى في الحديث عن خطط إيران، لكن ترامب آثر وضعه في موقع المسؤولية عن الضربات.

من جانبه، تبنى ماركو روبيو سياسة خارجية وخطابا متشددين ليتماهى بشكل أفضل مع خطاب ترامب، ولطالما اعتُبر أحد أكثر أصوات الحزب الجمهوري تصلبا إزاء إيران.

  • سوزي وايلز

وهي من بين المستشارين الذين يصغي إليهم ترامب منذ قراره الترشح للرئاسة بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 والتي تتولى الآن منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، وقد كانت حاضرة في غرفة العمليات أثناء ضرب المنشآت النووية الثلاث ليلة السبت.

  • المجتمع العسكري الاستخباراتي

رئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف الذي اعتاد على دق ناقوس الخطر بشأن طموحات إيران النووية ونواياها العدائية كان من أوائل المؤثرين لتوجيه ضربة إسرائيلية إلى إيران.

ومن بين أشاد ترامب بمساهماتهم في الأسابيع التي سبقت ضربات يوم السبت اثنان من كبار الجنرالات الأميركيين هما قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل إيريك كوريلا الذي يشرف على الجيش الأميركي في الشرق الأوسط، ورئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، وهو أرفع ضابط عسكري أميركي، ويعد أحد أقوى حلفاء إسرائيل.

  • قناة فوكس

وهناك اثنان من أكثر الأصوات المؤثرة التي تدفع ترامب نحو الحرب لا يعملان في الحكومة الأميركية، لكنهما يبثان رسالتهما مباشرة إلى ترامب عبر منصبيهما في قناة فوكس نيوز.


وأولهما مذيع نشرات الأخبار مارك ليفين الذي لطالما كان المنصة الإعلامية اليمينية لترامب المؤيدة لإسرائيل، وقد كان يقرع طبول الحرب، مما ترك أثرا على تفكير ترامب.

والشخصية الثانية المفضلة لدى ترامب المذيع شون هانيتي الذي دأب على مطالبته صراحة بتدمير موقع فوردو النووي، وأول من كشف النقاب عن التفاصيل العملية المحيطة بالضربات على فوردو ونطنز وأصفهان في برنامجه بالقناة.

المليارديرات

تتسق دعوة فوكس نيوز للحرب مع رؤية مالكها روبرت مردوخ الذي تدفع إمبراطوريته الإعلامية للحرب في جميع المجالات، فقد ظل مردوخ يناشد ترامب بشكل مباشر بشأن فوائد ضرب إيران، في حين أن منشوراته هاجمت مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وإلى جانب مردوخ هناك أيضا آيك بيرلماتر المدير التنفيذي السابق لشركة مارفل إنترتينمنت ومن كبار الممولين للحزب الجمهوري، والذي حضر اجتماعا بين الرئيس وليفين.

ولطالما آثر بيرلماتر -الذي ولد في فلسطين إبان حقبة الانتداب، وخدم في الجيش الإسرائيلي خلال حرب الأيام الستة عام 1967- العمل في السر، ومن كبار المتبرعين لترامب الين شجعوا الضربات الإسرائيلية على إيران.

ومن بين هؤلاء ميريام أديلسون التي تبرعت بأكثر من 100 مليون دولار لحملة ترامب الرئاسية، باعتبارها السبب الرئيسي -إلى جانب زوجها الراحل شيلدون- في اتخاذه العديد من القرارات السياسية التحريضية المتعلقة بإسرائيل.

  • الإنجيليون

وفي حين صاغ العديد من داعمي ترامب ومؤيديه الكبار دعمهم للضربات الأميركية من منطلق القلق الجيوسياسي وفق تقرير هآرتس فإن بعض حلفائه الرئيسيين في المجتمع المسيحي الإنجيلي انطلقوا في دعمهم له من ذرائع وجودية.


فقد نشر ترامب رسالة نصية متملقة من السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي الذي لطالما كان تعصبه الإنجيلي في مقدمة سياساته، وتحديدا مقاربته للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وضم الضفة الغربية، وإن كان أكثر إلحاحا على شن هجوم ضد إيران.

ومن بين هؤلاء الإنجيليين فرانكلين غراهام نجل القس الراحل بيلي غراهام، والذي يُنظر إليه على أنه قناة ترامب الرئيسية في هذه الطائفة التي تلعب دورا رئيسيا في التحالف الداعم للرئيس.