نظّمت وكالة التعاون الدولي الكورية (KOICA) بالتنسيق مع جامعة بني سويف التكنولوجية، معرضًا لتوظيف خريجي عام 2025، بالتزامن مع عرض مشروعات التخرج لطلاب الجامعة، في إطار دعمها المتواصل للمؤسسة التعليمية منذ نشأتها، عبر مشروعات تنموية وتعليمية مشتركة بلغت قيمتها الإجمالية نحو 14 مليون دولار أمريكي.
أُقيمت الفعالية في مقر الجامعة، ضمن أنشطة مشروع “تعزيز القدرات التعليمية والتعاون بين الجامعة والصناعة (2023–2028)” بتمويل قدره 8 ملايين دولار من الحكومة الكورية، حيث شهد الحدث حضورًا رسميًا ودبلوماسيًا لافتًا، تقدمه جينيونغ كيم، مديرة مكتب كويكا في مصر، والمستشار الاقتصادي بالسفارة الكورية جيهيون يانغ، إلى جانب الدكتور محمد غنيم، محافظ بني سويف، والدكتور جان هنري، رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية، وعدد من ممثلي الجامعات التكنولوجية والمجتمع الصناعي.
وخلال الفعالية، تم عرض 26 مشروع تخرج مبتكر من طلاب الجامعة في مجالات الميكاترونيكس، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأوتوترونيكس، والطاقة المتجددة، وهو ما لاقى تفاعلًا واسعًا من ممثلي الشركات والمستثمرين، الذين أبدوا اهتمامهم بتبني الأفكار والمواهب الشابة، مما يعزز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الطلاب.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور جان هنري، رئيس الجامعة، أهمية الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والصناعية، معربًا عن تقديره العميق للدعم المقدم من كويكا، ومشجعًا الشركاء الصناعيين على التفاعل مع الطلاب، بقوله:
“أدعو شركاءنا الصناعيين إلى الاستفادة من هذا المؤتمر، والتحدث مع طلابنا الموهوبين، والاستفادة من مهاراتهم وإبداعهم.”
ومن جانبه، ثمّن الدكتور محمد غنيم، محافظ بني سويف، العلاقات المصرية الكورية، واصفًا إياها بأنها واحدة من أبرز صور التعاون المثمر في المجالين التعليمي والتنموي، وأوضح:
“نشهد اليوم تتويجًا لهذا التعاون البنّاء من خلال توفير فرص عمل حقيقية للطلاب والخريجين، وهو ما يُعد أحد أبرز أشكال نجاح هذه الشراكة الدولية.”
وأشار إلى أن وجود جامعتين متخصصتين في بني سويف، هما الجامعة التكنولوجية والجامعة العمالية (المتوقع تحويلها لجامعة تكنولوجية)، يدعم استراتيجية التنمية الاقتصادية وربط التعليم بالصناعة، ويعزز من مكانة المحافظة كمركز للصناعات الحديثة والتعليم التطبيقي.
في السياق ذاته، أعربت جينيونغ كيم، مديرة مكتب كويكا في مصر، عن فخرها بالمشاركة في هذا الحدث، قائلة: “يسعدني أن أكون جزءًا من هذا اليوم الملهم، حيث نقدر مشاريع الطلاب ونتعاون مع شركاء الصناعة. ما يجعل اليوم مميزًا هو الطاقة الحيوية التي أراها في مساهمات طلابنا.”
وأضافت: “نهدف إلى رفع مستوى التعليم الفني في مصر، ودعم شباب الصعيد لتحقيق أهدافهم المهنية.”
كما شهد المعرض إعلان الفائزين بمشروعات التخرج المتميزة، وسط تنافس قوي بين الطلاب، حيث تم اختيار مشروع فائز من كل قسم في الجامعة. وفي لفتة تقديرية، تم أيضًا تكريم الشركاء الصناعيين على دعمهم المستمر.
وعلى هامش الفعالية، تم توزيع شهادات التخرج على الطلاب الذين أتموا برامج اللغة الكورية وعلوم الحاسوب والبرمجيات الصلبة، وذلك ضمن مبادرة “كوريا أصدقاء العالم” (WFK)، التي تُعنى بتعزيز المهارات الرقمية واللغوية للطلاب.
وقد استفاد من هذه البرامج نحو 100 طالب عبر الفصول المختلفة، بدعم من متطوعي كويكا.
وفي ختام الحفل، ألقى البروفيسور تشوي سيونغ جو، مدير المشروع الكوري، كلمةً ركز فيها على أهمية التكنولوجيا الحديثة في صياغة ملامح سوق العمل العالمي، مشددًا على ضرورة استمرارية التعاون الأكاديمي–الصناعي لإعداد جيل قادر على التنافس عالميًا.