عشت فى أكثر من دولة خليجية منذ كنت شابا لمدد زمنية تتراوح بين عدة سنوات وعدة ايام، ولمست جيدا أنه مسموح لمن يعيش فى الدول الخليجية سواء كان من مواطنى الدولة أو من زوارها الذين يعملون بها أن يتحدث عن اى شيء وكل شيء من حالة المرور إلى مستوي التعامل فى المولات المنتشرة فى كل العواصم الخليجية وصولا لمستوي فرق كرة القدم، فقط عليه ألا يتحدث فى السياسة ومحظور عليه تماما أن يفكر أو حتى يحدث نفسه بانتقاد سياسة الدولة ومواقفها..
ولذلك وبحكم خبرتى الخليجية على مدي فترات زمنية فأنا متعاطف جدا مع أي مصري رجلا كان أو سيدة يعمل فى دولة خليجية اعترفت باسرائيل وتبادلت معها العلاقات الدبلوماسية وقطعت شوطا كبيرا فى تطبيع العلاقات معها بحيث أصبح عنوان العلاقات بينهما هو سمن على عسل
أقول قلبى مع أي مصري يعمل فى هذه الدولة الخليجية، خاصة مع تطورات الأحداث والقتل البشع والاجرام الذى تمارسه اسرائيل ضد اشقائنا فى غزة ومع العدوان الإسرائيلى على إيران.
وبكل صدق أقول لأى مصري يعيش فى دولة خليجية علاقاتها باسرائيل مثل السمن على العسل لا عليك، فقط اهتم بعملك واجتهد فيه وأغلق عليك بابك.. احتفظ بما تراه لنفسك ولا تحدث به أحدا، فليس من البطولة أن تلقى بنفسك فى حضن المشاكل والسين والجيم وربما السجن أو الترحيل.
وفى رأيى المتواضع على المصري الذى يأكل عيشا فى دولة خليجية رأت من مصلحتها ومصلحة شعبها أن تمد يدها لإسرائيل وتبدي لها الحب والتقدير أن يلتزم الصمت فلا ينتقد ولا يمدح، فليس المطلوب منه أن يكون بطلا ويعرض نفسه للأذى، كما أنه ليس مطلوبا منه أن يكون منافقا وطبالا ويذهب للدفاع عن إسرائيل ومواقفها
أخى المصري فى الدولة الخليجية التى غيرت مسار مؤسسها العظيم ٣٦٠ درجة فقط عليك بالصمت وتجاهل كل ما يحدث.. يا أخى ببساطة اعمل نفسك من بنها.
------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
