صدر اليوم العدد الجديد من مجلة "المسرح" عدد يوليو 2025م، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. ويأتي العدد حافلًا بمقالات ودراسات نقدية وتوثيقية تسلط الضوء على تحولات المسرح المصري والعالمي، من زوايا فنية وثقافية وتاريخية متنوعة، تجمع بين التوثيق والتحليل والرؤية المستقبلية.
يفتتح العدد بمقال للكاتب أحمد الشريف عن تأثير التحول الرقمي على المسرح، متناولًا التغيرات التي فرضتها التكنولوجيا على طبيعة العرض المسرحي وتلقي الجمهور. كما تكتب د. ندى طارق عن تجليات الفن الحركي في عروض المسرح المصري، مستعرضة نماذج بارزة من التجارب المعاصرة. ويقدّم محمد الزناتي قراءة معمقة في العلاقة بين النص والعرض والمرجعية الثقافية، بينما تتناول سامية السيد موضوع الفضاءات المسرحية المتعددة ودورها في التجريب المسرحي.
وفي باب التوثيق، يواصل الكاتب محمود قنديل نشر الحلقة الرابعة من مذكرات الفنان محمود الحديني، فيما يرصد الناقد د. عمرو دوارة بالعروض المسرحية التي قدمتها فرقة الفنانين المتحدين خلال الفترة من عام 1966 حتى 1997. كما يتناول د. أحمد عامر أزمة الكاتب الراحل يوسف مسلم من زاوية تحليلية جديدة.
ومن ذاكرة المسرح، تعيد المجلة نشر تحقيق نادر للكاتب محمد بركات عن موسم المسرح المصري عام 1965، يتضمن تعليقًا للراحل نجيب سرور حول أسلوبه في إخراج مسرحية "وابور الطحين"، ويستعرض ستة عروض قدّمها المسرح القومي في ذلك الموسم، بالإضافة إلى عروض مسرح الجيب والمسرح الياباني والصيني والعالمي والكوميدي.
ويضم العدد مجموعة من الدراسات النقدية المتنوعة، من بينها دراسة للدكتور محمد حبيب يتناول فيها تأصيل الأيديولوجيا الفكرية في مشروع الدكتور محمد مندور، ومقال للكاتبة هبة عربية حول توظيف بقايا خامات الديكور كوسيلة جمالية واقتصادية في العروض المسرحية. كما تكتب منال الشرقاوي عن تحولات تمثيل المرأة في المسرح، متتبعة انتقالها من الإقصاء إلى التمكين، ويقدّم محمد عطية محمود عرضًا لكتاب "ظواهر المسرح الحديث" للكاتب نسيم مجلي. أما إسلام فوزي، فيستعرض مرور سبعين عامًا على رحيل الناقد والمؤرخ الإيطالي سيلفيو دامنيكو، فيما يقدّم عبدالسلام إبراهيم قراءة مقارنة بين اثنين من رموز مسرح العبث: صمويل بيكيت وهارولد بنتر.
ويكتب د. سيد علي إسماعيل الجزء الثاني من بحثه التوثيقي حول النشاط المسرحي لطلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة خلال الفترة من 1930 إلى 1951، فيما يتناول الكاتب سيد الخمار العلاقة الثلاثية بين الفن والمسرح والسياسة كما تجلّت في تجربة نجيب الريحاني وسيد درويش. ويكتب د. كمال يونس عن تصميم الإضاءة المسرحية، متتبعًا تطورها وأثرها في تشكيل العرض.
أما زاوية "المتابعات"، فتضم مقالات وتقارير نقدية عن عدد من العروض والمهرجانات الحديثة، من بينها مقال صفاء البيلي عن مهرجان الفجيرة للمونودراما، ومقال د. داليا همام عن بلاغة استلهام الأسطورة والموال في مسرحية "منين أجيب ناس". كما تكتب سارة عمرو عن عرض "الطاحونة الحمراء"، وتتناول آية السيد مسرحية "مع الشغل والجواز"، وتقدّم د. وفاء كمالو قراءة نقدية لعرض "في يوم وليلة"، ويكتب د. محمود كحيلة عن تجربة "كارمن" بين الأوبرا والمسرح، فيما تكتب نور الهدى عبد المنعم عن عرض "الحلم حلاوة"، وتعرض روفيدة خالد قراءة في عرض الأطفال "مروان وحبة الرمان".
يؤكد هذا العدد الجديد من مجلة "المسرح" استمرار توجهها نحو تقديم محتوى يجمع بين العمق الأكاديمي والحس الإبداعي، مساهِمة في توثيق وتحليل المشهد المسرحي المصري والعربي، بكل ما يحمله من تنوع وتاريخ وتحوّل.