19 - 06 - 2025

مخاوف داخل إسرائيل وتساؤلات:"هل هذه الحرب ضرورة حقيقية؟ أم مغامرة بقيادة سياسية فاقدة للثقة؟"

مخاوف داخل إسرائيل وتساؤلات:

تحذر التحليلات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من خطر الانزلاق إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، مع استمرار الحرب مع إيران، مع استحالة الحسم العسكري، موضحة أنه من الضروري استغلال الإنجازات المحددة التي حققتها إسرائيل حتى الآن، قبل أن تجد نفسها أمام ضغوط أميركية قد تفرض شروطا تفقدها هذه المكاسب. 

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، "استهدفت عملية شعب كلبؤة تعطيل مشروع إيران النووي وتقليص قدراتها الصاروخية، وحققت ذلك ببراعة، والآن ننتظر انضمام أميركي بقيادة ترامب، لكن الدعم الأميركي ما زال في إطار الكلام، وسط غموض في واشنطن وتردد في اتخاذ خطوات هجومية".

وأضافت :"هناك خشية من تآكل الزخم"، محذرة من أن "هناك حرب استنزاف طويلة تلوح في الأفق"، تشبه سيناريو أوكرانيا.

ويعتقد أن إسرائيل التي قد تنزلق إلى حرب استنزاف مع إيران، لم تعد الجبهة الداخلية لهذا الحجم من الخسائر البشرية، ودمار المباني، والبنى التحتية، وسط نقص واضح في الحماية والملاجئ.

وأوضحت الصحيفة أن: "نتنياهو منشغل بصراعات داخلية، ويحاول تعيين رئيس جديد للشاباك وسط الحرب"، وهو لم يشرح قراراته للجمهور، والمبررات الاستخباراتية للهجوم تُطرح بأثر رجعي".

وأضافت أن السؤال الملح على الساحة الإسرائيلية "هل كانت هذه الحرب ضرورة أمنية حقيقية؟ أم مغامرة بقيادة سياسية فاقدة للثقة؟.

واعتبرت غالبية التحليلات أنه على الرغم من حرص واشنطن على اللعب في الظل، إلا أنها تبقى المفتاح الرئيسي سواء للتصعيد أوالتسوية، فكل المسارات تمر عبرها، وذكر المحللون بتجربة غزة التي لم تحسم حتى الآن، فقالت أن النجاح العسكري لا يغني عن الحاجة لشجاعة سياسية ورؤية موحدة، وأنه دون خطة سياسية واضحة، لما بعد الحرب فلا نهاية حقيقية للمواجهة بين تل أبيب وطهران، ففي غزة تستمر الحرب من دون جدوى إلا استمرار القصف الذي لا يكفي إن لم يرافقه تصور لما بعده، وإسرائيل غالبا ما تتقن البدايات، لكنها تتعثر فيما يليها.

ونشرت صحيفة "يديعوت أوحرونوت" قائلة :"بعد أيام من تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران، بات من الضروري استغلال الزخم العسكري الحالي وتحقيق أقصى المكاسب، قبل أن تبدأ الضغوط السياسية والدولية بتقييد حرية العمل".

وترى الصحيفة أن هذه المكاسب الاستثنائية يجب ترجمتها سياسيا إلى اتفاق مقبول، لتفادي انزلاق إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة مع إيران، وأنه على المستوى السياسي استغلال المكاسب الحالية قبل دخول قيود دولية محتملة، خاصة مع اقتراب تدخل أميركي، فالرسالة من هيئة الأركان واضحة: "حققنا تفوقا غير مسبوق، ويجب ترجمته سياسيا قبل فوات الأوان".