شهدت القاهرة فعالية رفيعة المستوى احتفلت خلالها وكالة التعاون الدولي الإسبانية، بالشراكة مع اللجنة التنسيقية الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية وصندوق مكافحة الهجرة غير الشرعية وحماية المهاجرين والشهود، باختتام مشروع “كونميجو”، أحد أبرز المبادرات الأوروبية في مجال إدارة الهجرة، والممول من الاتحاد الأوروبي.
وحضر الحفل عدد من كبار المسؤولين الحكوميين، وممثلي الوزارات والجهات المعنية، وأعضاء مجلس إدارة الصندوق، إلى جانب وفود دبلوماسية رفيعة، وممثلي منظمات دولية، وبرلمانيين، وشخصيات إعلامية.
ويهدف مشروع “كونميجو” (وتعني بالإسبانية “معي”) إلى تعزيز القدرات الوطنية المصرية في إدارة ملف الهجرة، عبر تطوير نظم إدارة البيانات والمعلومات، وتفعيل السياسات والأطر التنظيمية ذات الصلة، إلى جانب حملات التوعية المجتمعية حول مخاطر الهجرة غير الشرعية، وذلك ضمن رؤية شاملة تعتمد على التعاون الثلاثي بين مصر وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، مع التركيز على حقوق الإنسان، والتنقل من أجل العمل، وبناء القدرات المؤسسية في المحافظات المصرية الأكثر تأثراً.
وفي كلمتها خلال الحفل، أكدت السفيرة نائلة جبر، رئيسة مجلس إدارة الصندوق، أن الشراكة المصرية-الإسبانية أثبتت قيمتها الاستراتيجية من خلال تبادل التجارب الناجحة والاستفادة من النموذج الإسباني في إدارة الهجرة، وهو ما أسهم في دعم السياسات الوطنية المصرية وتطوير أدواتها. وأضافت أن المشروع تم تنفيذه من خلال الصندوق الجديد لمكافحة الهجرة غير الشرعية، مما ساعد على ضمان تنفيذ المرحلة الرئيسية منه بطريقة فعالة ومتكاملة.
من جانبه، قال السفير ألبارو إيرانثو سفير مملكة إسبانيا لدى مصر إن مشروع “كونميجو”، المنفذ بتمويل من الاتحاد الأوروبي من خلال الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي، بات مرجعاً عملياً للجهات المصرية العاملة في ملف الهجرة وللشركاء الدوليين المعنيين.
وأشار إلى أن المبادرة ركزت على تحسين التنسيق بين المؤسسات وتقوية قدرات السلطات المحلية، مؤكداً التزام بلاده بمواصلة التعاون في هذا المجال، لا سيما وأن قضايا الهجرة تمثل تحدياً إقليمياً يتطلب حلولاً جماعية وآمنة ومنظمة.
كما أشار خالد النقادي، المدير التنفيذي لصندوق مكافحة الهجرة غير الشرعية، إلى الأثر الكبير الذي أحدثه المشروع في رفع الوعي لدى الجهات الوطنية وتعزيز ثقافة الشراكة، مؤكداً استمرار التزام الصندوق بدعم حماية المهاجرين وحقوق الإنسان، إلى جانب تطوير البنية المؤسسية ذات الصلة.
ويُعد مشروع “كونميجو” بمثابة منصة مرجعية للجهات الحكومية والمانحين الدوليين العاملين في مجال الهجرة، بعد أن ساهم في تحقيق تطور ملحوظ في التنسيق المؤسسي وتحسين آليات التعامل مع التحديات المرتبطة بهذا الملف الحيوي. ويُمثل ختام المشروع انطلاقة لمرحلة جديدة من العمل والتنسيق المستمر بين كافة الأطراف المعنية لتعزيز الحوكمة الفعالة للهجرة في مصر.
وتواصل الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، من خلال شراكات مع المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030 ورؤية مصر 2030، مع تركيز خاص على قضايا التحول البيئي، الاقتصاد الأخضر، المساواة بين الجنسين، وحوكمة الهجرة.