أطلقت إيران، صباح الخميس، اليوم السابع من الحرب، ما بين 20 - 30 صاروخًا باتجاه مناطق في وسط وجنوب إسرائيل، ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة وإصابة عشرات الأشخاص، بينهم ستة بجروح خطيرة، فيما أُستهدفت مستشفى "سوروكا" في بئر السبع بشكل مباشر، ما أدى إلى دمار في مبانيه، وكذلك بمبنى البورصة في رمات غان، وأُصيب 21 شخصًا على الأقل، بينهم ثلاثة في حالة خطرة، وفي مدينة حولون، سُجلت إصابة 16 شخصًا آخرين، بينهم ثلاثة في حالة خطرة، وكذلك منطقة الشارون.
وفي أول تعليق رسمي على الهجوم، أقرت إسرائيل بأنها تسعى إلى إسقاط النظام في إيران، من خلال "زعزعته"، بحسب ما صرّح وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صباح اليوم الخميس.
وهدد كاتس، بأن المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، "سيدفع ثمن جرائمه"، على حد تعبيره، وأضاف أن "الطاغية الإيراني أطلق صواريخ موجهة نحو المستشفيات والمباني السكنية في إسرائيل" واعتبر ذلك "من أخطر جرائم الحرب".
ومن الجدير بالذكر، في هذا السياق، أن رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، كان قد أُطلق على العملية الاسم الرمزي «عَم كِلافي» (بالعبرية: עם כלביא، وتعني حرفيًا شعب كلبؤة).
وتابع كاتس: "أعطينا تعليمات للجيش الإسرائيلي بتكثيف الضربات ضد أهداف إستراتيجية في إيران، وضد مواقع تابعة للنظام في طهران، بهدف إزالة التهديدات عن إسرائيل وزعزعة النظام" في إيران، فيما كرر كاتس تهديداته باغتيال المرشد الإيراني، علي خامنئي.
وفي وقت لاحق، قال كاتس في تصريح لصحافيين من مدينة حولون: "وجود نظام مثل نظام خامنئي أمر خطر جدا إذ تهدف أيديولوجيته إلى تدمير إسرائيل ويستثمر جميع موارد دولته باستمرار لتحقيق مثل هذا الهدف"، وأضاف "لا يمكن السماح لمثل هذا الشخص بالبقاء".
من جهته، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن "الطغاة الإرهابيين في إيران أطلقوا هذا الصباح صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع، وعلى السكان المدنيين في وسط البلاد"، مضيفًا: "سنجبي كامل الثمن من حكّام طهران".
وكان نتنياهو قد صرّح علنًا، في أعقاب شنّ الحرب العدوانية على إيران فجر الجمعة الماضي، بأن إسقاط النظام الإيراني سيكون من نتائج العمليات العسكرية الإسرائيلية. وتسعى إسرائيل، في إطار هذه الحرب المتصاعدة، إلى خلق حالة من الفوضى داخل إيران عبر عمليات متنوعة.
بدوره، صرّح وزير الخارجية، غدعون ساعر، أن "النظام الإيراني أطلق صاروخًا باليستيًا باتجاه مستشفى، مستهدفًا المدنيين عمدًا"، وأضاف أن النظام في طهران "ترتكب جرائم حرب دون أي خطوط حمراء، وقد أخذنا ذلك بالحسبان".
من جانبه، وصف وزير الصحة، أوريئيل بوسو، إطلاق الصواريخ باتجاه مستشفى سوروكا بأنه "عمل إرهابي وتجاوز لخط أحمر، وجريمة حرب استهدفت بشكل متعمد مدنيين أبرياء وطواقم طبية"، وقال إن وزارته كانت قد استعدّت مسبقًا، مما حال دون وقوع كارثة كبيرة.
وقالت وزيرة المواصلات الإسرائيلية وعضو الكابينيت السياسي–الأمني، ميري ريغيف، إنه "حان الوقت لإغراق طهران في الظلمة"، على حد تعبيرها، مضيفة أن "نظام الإيراني يتلقى ضربات قاسية، والجيش الإسرائيلي يوجّه ضربات قوية في قلب إيران، تُلحق أضرارًا جسيمة بالبنى التحتية النووية، ومصانع الصواريخ، ومقرات القيادة".
وفي هذا السياق، تسعى إسرائيل إلى الاستفادة من إصابة مستشفى "سوروكا" للترويج لروايتها حول ما تصفه بـ"الهجمات الإيرانية على المدنيين"، إذ أصدر وزير الخارجية، ساعر، توجيهات بإنشاء غرفة إعلامية خاصة داخل المستشفى، مخصصة لتوجيه الخطاب للإعلام الأجنبي.
وبحسب ما أفاد بيان رسمي، فإن وزارة الخارجية ستُقيم غرفة عمليات إعلامية في مستشفى سوروكا ببئر السبع، "من أجل عرض الهجوم المتعمّد الذي نفذه النظام الإيراني على المستشفى وعلى المدنيين في إسرائيل"، وأضاف البيان أن هذه الخطوة تأتي "بالتعاون مع مكتب الصحافة الحكومي، ووزارة الصحة، وإدارة المستشفى".
ومن جهتها قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) "كان الهدف الرئيسي للهجوم قاعدة القيادة والاستخبارات للجيش الإسرائيلي (IDF C4I) ومعسكر استخبارات الجيش في تجمع غاف يام التكنولوجي، بالقرب من مستشفى سوروكا". وأضافت أن المستشفى "تعرض فقط لعصف الانفجار ... الهدف المباشر والدقيق" كان المنشأة العسكرية.