سبق أن كتبت قبل سنوات ، وتحدثت أيضاً ، حول تخطيط الكيان الصهيوني لتوريط أمريكا كي تقوم بالعمل القذر بدلا منها في إيران ، مثلما سبق أن ورطتها ( عن طريق المحافظين الجدد ) في تدمير العراق.
في تقديري ، ترامب لا يزال متردداً ، لأنه يحلم بجائزة نوبل ، ولأنه يخشي نتائج الحرب الوخيمة علي الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط .
ورغم أن الفرصة سانحة ومغرية لتحرك جماعي ضمن مبدأ الأمم المتحدة في الأمن الجماعي ، وتطبيقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ، كي يتم تسديد ضربات مزلزلة للكيان الصهيوني بعد أن توسع في عدوانه إلي كل الاتجاهات بما يجعله عرضة للهزيمة من اي عمل عسكري جماعي منظم .
ورغم أن نظرية الأمن الجماعي هي التي أنقذت العالم في النهاية من سفاح مثل هتلر ، فأنني أتفهم أن تطبيقها في الشرق الأوسط ما زال في حاجة لترتيبات علي مستويات مختلفة.
لذلك لا ادعو أي نظام عربي كي يشترك في هذه المطحنة عسكرياً ، لأسباب كثيرة ( سبق لي إيضاحها ) ، إلا أن تقديري أنه توجد وسائل أدني من التورط العسكري ، وأكثر فاعلية من مجرد كتابة بيانات ملتهبة الصياغة.
الدعوة لمؤتمر قمة طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي (ويمكن دعوة الصين وروسيا كمراقبين ) ، وإعداد خطة عمل تنفذ فورا ، بوقف كل أشكال التعاون والاتصال مع الكيان الصهيوني ، وطرد ممثليه من كل الدول الأعضاء ، تجميد العلاقات الإقتصاديةمع الدول الداعمة للعدوان ، إعداد قوائم سلبية تشمل الشركات التي تتعاون مع العدوان ، وتنفيذ المقاطعة من خلال أمانة تنفيذية تشكلها القمة ، التكتل للحصول علي قرار حاسم من مجلس الأمن ، وفي حالة العجز عن ذلك بسبب الفيتو، يتم اللجوء إلي قرار " الإتحاد من أجل السلم " لنقل القضية إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة ، والمطالبة بوقف العدوان والتعويض عن الخسائر أو تعرض الكيان المعتدي للطرد من الأمم المتحدة .
ما تقدم هو مجرد إقتراح يمكن دراسته وتحسينه والإضافة إليه .
ولكن يجب لدول المنطقة أن تتحرك صوب سفينة نوح، قبل أن يحتاجها الطوفان .
---------------------------------
بقلم: معصوم مرزوق