أعربت سفارة روسيا الاتحادية في القاهرة عن استيائها الشديد من ما وصفته بـ”الترحيب الغربي المريب” بالهجمات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع إيرانية، مؤكدة أن هذه الضربات تطال منشآت تعمل طهران من خلالها على تطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية، وفقًا لما تؤكده إيران مرارًا.
وقالت السفارة في بيان لافت، إن القصف الإسرائيلي لا يهدد فقط أرواح الموظفين المدنيين في تلك المواقع، بل يُنذر بكارثة بيئية قد تنتج عن تلوث نووي في المناطق المحيطة، وهو ما لم يحرك ساكنًا لدى العواصم الغربية التي تواصل دعمها غير المشروط لتلك العمليات.
وأضاف البيان أن الاستهداف المتكرر للمناطق السكنية في العاصمة الإيرانية طهران، والذي يسفر عن مقتل نساء وأطفال، لم يقابل بأي إدانة من القوى الغربية، بل إن الصمت المُطبق إزاء هذه الانتهاكات يُفسر على أنه موافقة ضمنية – وربما ابتهاج – بسقوط ضحايا مدنيين أبرياء.
وأكدت السفارة أن هذا الموقف الغربي يعكس نفاقًا صارخًا وتناقضًا واضحًا مع ما تروج له الدول الغربية من شعارات حول “النظام العالمي القائم على القواعد”، متسائلة: “هل هذا هو النموذج الذي يقدمه الليبراليون والديمقراطيون الغربيون للعالم؟”.
وربط البيان بين هذا الصمت الدولي ومواقف سابقة تجاه مأساة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، موضحًا أن المجتمع الدولي أصبح يدرك بوضوح أن بعض القوى الغربية لا تبالي بمعاناة الشعوب بقدر ما تسعى إلى حماية مصالحها ونفوذها الجيوسياسي.
وشددت السفارة على أن ما يسمى بـ”القواعد الدولية” التي تتحدث عنها الدول الغربية، لا تُستخدم سوى كأدوات لفرض الهيمنة وإخضاع بقية العالم، إذ تُجيز تلك الدول لنفسها ولحلفائها التصرف بعدوانية مع الدول التي لا تندرج ضمن تحالفاتها، بغض النظر عن عدد الضحايا أو حجم المآسي.
واختتم البيان بدعوة المجتمع الدولي إلى التحلي بالموضوعية، ورفض هذه السياسات الانتقائية التي تقوّض مبادئ العدالة الدولية، وتشجع على تفاقم النزاعات وزعزعة الاستقرار العالمي
