يرى المحللون العسكريون الإسرائيليون، عبر صحف اليوم الإثنين، أن إسرائيل لم تُلحق حتى الآن أضرارا بالبرنامج النووي الإيراني الذي يوصف بأنه الهدف المركزي للحرب، رغم عملياتها الواسعة في إيران، وأشاروا إلى أن الهدف الثاني هو استهداف أكبر كمية ممكنة من الصواريخ البالستية الإيرانية، وحذروا من محاولة اغتيال المرشد العام، علي خامنئي.
واعتبر عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، اليوم، أن "استهداف البرنامج النووي الإيراني، أي المنشآت النووية مجرد إنجازات محدودة، موضحا أن سلاح الجو استهدف منشآت وخبرات، بقتل العلماء، لكن لا توجد معلومات حتى الآن حول استهداف مخزونات اليورانيوم المخصب أو مراكز أجهزة الطرد المركزي، فما تم إنجازه حتى الآن هوعرقلة تقدم البرنامج، لكن إسرائيل ستواجه صعوبة في تدميرها".
وحول الصواريخ الباليستية، قال هرئيل: "سُجل إنجاز ملحوظ باستهداف منصات إطلاق الصواريخ وتقليص معين بمخزون الصواريخ"، لكنه أشار إلى "إطلاق رشقة صاروخية صغيرة نسبيا من إيران، أمس، وتم توجيهها إلى مواقع إستراتيجية" في إسرائيل، "ينبغي الانتظار ليوم أو يومين لرؤية ما إذا كان الإيرانيون سيقللون إطلاق الصواريخ.
ويذكر أن إسرائيل كانت قد قدرت أن بحوزة إيران 2000 صاروخ باليستي.
واعتبر هرئيل أن الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران تهدف لجعل خامنئي يتشدد حول استمرار الحرب، الأمر الذي سيعد تنازلا وضعفا قد يسرع إسقاط النظام هناك، "ولذلك ربما تتوجه ايران لاستخدام النووي، بإعلان تجربة نووية علنية في الصحراء، على سبيل المثال".
وأوضح أن نتنياهو يسعى لاستدراج الولايات المتحدة إلى الحرب، "لأنه بحاجة لها من أجل مهاجمة المنشآت (النووية) التي لا قدرة لدى إسرائيل لوحدها باستهدافها".
وكشف هرئيل أنه تعالت أمس الأحد فكرة قديمة، بأن تؤجر الولايات المتحدة إسرائيل أسلحة خاصة ليست موجودة بحوزة إسرائيل، وهي أسلحة ضرورية لاستهداف المنشآت النووية، وهي القنابل الثقيلة التي تزن الواحدة منها حوالي 14 طنا من المتفجرات وقادرة على اختراق مواقع في عمق الأرض، معربا عن تشككه في إمكانية حدوث هذه الخطوة، رغم أن ترامب قادر على تنفيذ أمور متطرفة كثيرة، لكن ثمة شكا إذا باستطاعته السماح بخطوة كهذه.
وتستعد إسرائيل للسيناريوهات الأسوأ من إيران، فتم تقليص القوات بشكل كبير في قطاع غزة، ونقلها إلى الحدود الشرقية، من أجل منع سيناريو هجوم ميليشيات شيعية من الأردن تجاه الضفة الغربية كما حدث 7 أكتوبر"، بحسب هرئيل.
من جانبه، قال يوآف ليمور، المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن " إسرائيل ما زالت تفرض تطورات الحرب، لكن الثمن الذي تدفعه قد يرتفع قبل أن تحقق أهدافها، وإيران التي صُدمت في اليوم الأول للحرب، نجحت باستخدام قسم من منظوماتها الصاروخية وزيادة وتيرة إطلاقها باتجاه الأراضي الإسرائيلية".
وشكك ليمور في إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب والمشاركة في الغارات على إيران، معربا عن أمانيه بأن يكون بحوزة إسرائيل خطة منتظمة أكثر من الآمال التي تستند إلى أحداث مثل هجوم إيراني على أهداف أميركية ويلزم الولايات المتحدة بالانضمام إلى الحرب، وهذا ليس مؤكدا حدوثه".
وحذر ليمور من محاولة إسرائيلية لاغتيال خامنئي، بعد أن أفادت وكالة رويترز، أمس، بأن ترامب فرض فيتو على عمل كهذا، وأضاف أنه ليس بإمكان إسرائيل تقدير تبعات عملية كهذه وأن "من شأنها تعزيز القوى الراديكالية في إيران"، لكن أشار إلى إسرائيل قد تقدم على عمل كهذا إذا طالت الحرب، وخاصة إذا واجهت صعوبة في تعميق ضرباتها في إيران والدفاع بنجاح عن الجبهة الداخلية".
وأوضح أن "إطالة مدى الحرب سيؤدي إلى تآكل إنجازاتها وتزايد المخاطر،لذا من الأفضل أن تحدد إسرائيل إلنفسها في أي ظروف ستكون مستعدة لإنهاء الحرب، وما هي شروطها لاتفاق يأتي بعد ذلك".