الشعارات هى تعبير لفظى تصحبه حالة وجدانية وعاطفية ممتزجة بمشاعر إنسانية للتعبير عن موقف تجاه قضية عامة تمس وتخص قطاع كبير من الرأى العام . كما أن الشعارات تحاول أن تقوم دائما بدور المحفز والمشجع للثبات على الموقف وتشجيع الآخرين على الانضمام لهذا الموقف . كما أنه وهذا هو الأهم أن الشعارات هذه وبالرغم من عدم التقليل من دورها فى أوقات معينة وظروف بذاتها لا ولن تكون بديلا للنضال والعمل والجهاد للوصول إلى تحقيق الهدف الاستراتيجى وتعتبر هذه الشعارات اخر الصف فى طابور الأهداف التكتيكية للوصول لهذا الهدف الاستراتيجى .
الإشكالية والطامة الكبرى هى عندما يتصور البعض أن هذه الشعارات هى البديل لكل مراحل النضال والجهاد والعمل والسعى بكل الطرق للوصول للهدف الاستراتيجى الأسمى !!! وهذا دائما مايكون من باب إرضاء للضمير الثورى القابع فى ضمير من يعتبرون أنفسهم ثوارا . هنا يمكن أن نقول إن الشعارات وما يماثلها من أدوات النضال قابلة للاستعمال طالما هناك قضية تتطلب النضال الدائم . ولكن هذا النضال الدائم لابد أن يكون مرتبطا بتحقيق المأمول . وهذا غير التعامل العلمى والسياسى والموضوعي والواقعى مع الواقع الذى يتم التعامل معه بهدف تغييره وتجهيزه وإعداده لتحقيق الهدف المأمول . وهذا يعنى أن الشعارات التى فى غير توقيتها يمكن أن تخصم من أدوات النضال ولا تضيف له !!!
هنا لابد من وضع الواقع موضع الرصد والدراسة والبحث بهدف تطويعه وتطويره وتجهيزه للنضال؛ ذلك يمكن أن نقول : هل ما سمى بقافلة كسر الحصار على غزة وبتلك الطريقة التى تترك عشرات بل مئات الاسئلة المشروعة حول أهدافها الأساسية واغراضها السياسية من منظميها ومن هم وراءها من تلك الدول المتعددة الاتجاهات . فما معنى كسر الحصار ؟ هل يعنى هذا اقتحام المعبر ؟ هل سيتم عن طريق ادخال مايلزم لشعب غزه المحاصر الذى تمارس ضده أحقر انواع الإبادة التى تخطت كل القيم إلانسانية ؟ مع العلم أن القافلة لم تحمل معها زجاجة مياه واحدة !!! هل المطلوب أن تكرر اسرائيل ماحدث مع السفينة الأسبوع الماضى ؟ وماذا استفادت غزة من السفينة وترحيل راكبيها ؟ وهل هذه القوافل تريد إعلام وإخبار العالم بما يحدث فى غزة ؟ وكأن العالم لا يدرى ولا بتواطأ ؟ وماذا فعل العالم فى مواجهة اسرائيل ومن وراءها من اسقاطهم لكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية ؟ ام الأمر وهذا هو الأهم احراج مصر والادعاء بأنها ضد ذلك التضامن وتلك الشعارات ؟ وكأن مصر هى التى تمنع وصول المساعدات إلى غزة !! هل المطلوب أن تخضع مصر امام تلك الابتزازات النضالية والشعاراتية وان تفتح حدودها سداح مداح لكل من هب ودب خضوعا لتلك الشعارات ؟ وما علاقة تلك القافلة هذه وبهذه الطريقة پأى نضال حقيقى يحقق الآمال والأحلام للفلسطينيين ؟
بدون مزايدة فمصر هى من قدمت كل ما تستطيع للقضية الفلسطينية ولا تزال بالرغم من خنوع وهروب وتخاذل الكثير والكثير من رافعى تلك الشعارات . وهل المطلوب أن هذا النضال يعنى أن تدفع وتناضل مصر طوال الوقت من أجل إرضاء ضمائر من لايملكون الضمير الذين يتناسون طوال الوقت ماذا فعلت مصر من اجل الجميع طوال الوقت !!!
كفى مزايدة على مصر . فمصر هى حجر الزاوية ومطلوب الان هدم هذا الحجر ( لا قدر الله ) باعتبار أنه هو الباقى والصامد بعد كل تلك الانهيارات التى تعيد تقسيم الشرق الأوسط بسايكس بيكو جديدة . ياشعب مصر العظيم الٱن لابد من تجميد الخلافات وإسقاط النزاعات التى تهدد سلامة الوطن . فمصر الٱن هى المستهدف بعد ما حدث للمنطقة من خراب وتخريب وتقسيم وتفتيت .
علينا الٱن التوحد والتوافق والالتحام حول الحفاظ على مصر مصر كل المصريين . حفظ الله مصر وشعبها وجيشها .
-------------------------------
بقلم: جمال أسعد