14 - 06 - 2025

سفير روسيا: نعتز بصداقتنا الراسخة مع مصر ونواصل الدفاع عن عالم متعدد الأقطاب

 سفير روسيا: نعتز بصداقتنا الراسخة مع مصر ونواصل الدفاع عن عالم متعدد الأقطاب

احتضنت دار الأوبرا المصرية مساء أمس الاحتفال الرسمي بمناسبة العيد الوطني لروسيا الاتحادية، بحضور عدد من كبار المسؤولين المصريين، وممثلي السلك الدبلوماسي، ونخبة من المثقفين والإعلاميين، حيث ألقى سفير روسيا الاتحادية في جمهورية مصر العربية، جيورجي بوريسينكو، كلمة تناول فيها محطات تاريخية وسياسية وثقافية مهمة، مؤكداً عمق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين موسكو والقاهرة.

وفي مستهل كلمته، عبّر السفير الروسي عن بالغ شكره للحضور، مشيداً باستضافة دار الأوبرا المصرية لهذا الحدث، الذي يخلد ذكرى تأسيس الدولة الروسية الحديثة، والتي تمتد من بحر البلطيق غرباً إلى مضيق بيرنغ شرقاً، وتشهد تاريخاً يمتد لحوالي 12 قرنًا حافلاً بالانتصارات والرموز البارزة.

وأكد السفير أن روسيا كانت وما زالت في قلب الأحداث الدولية الكبرى، حيث لعبت دوراً محورياً في التصدي للنازية خلال الحرب العالمية الثانية، وفي إنهاء الأنظمة الاستعمارية، مشيرًا إلى أن روسيا اليوم تواجه مجددًا محاولات فرض الهيمنة العالمية من خلال توسع حلف الناتو عند حدودها، وإشعال حرب بالوكالة في أوكرانيا.

وشدد على أن روسيا لا تدافع فقط عن أمنها القومي، بل تحمي كذلك حق الشعوب في العيش بحرية وفق تقاليدها، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية، موضحاً أن القوات الروسية تواجه هذا التحدي بقوة وإصرار، مستندة إلى تفوقها العسكري، وقوة اقتصادها الذي صعد ليحتل المركز الرابع عالميًا من حيث تعادل القوة الشرائية، رغم ما يقارب 29 ألف عقوبة غربية فُرضت على البلاد.

وأضاف بوريسينكو أن روسيا تفخر ليس فقط بإنجازاتها العسكرية والاقتصادية، بل أيضاً بإرثها الثقافي العريق، الذي يتجلى في عروض فرقة الباليه الوطنية الروسية “كوستروما”، والتي قدمت خلال الأمسية عرضاً فنياً يمزج بين الباليه الكلاسيكي والتقاليد الشعبية من مختلف مناطق روسيا، ضمن مشروع “افتتاحية رقص العالمي” الذي أُطلق في قمة البريكس بمدينة قازان بمشاركة الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي.

وأكد السفير الروسي أن بلاده تنظر بعين التقدير إلى العلاقات المتنامية مع مصر في شتى المجالات، مشيرًا إلى أهمية معاهدة الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين، وعضويتهما في مجموعة “البريكس” التي تسعى لتشكيل نظام عالمي قائم على التعددية، لا على القطبية الواحدة.

وتطرّق إلى تطابق وجهات النظر بين موسكو والقاهرة بشأن القضايا الإقليمية، لا سيما القضية الفلسطينية، حيث تبذل الدولتان جهوداً مشتركة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض محاولات تهجيره من أرضه، مع تأكيد التمسك بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي الجانب الاقتصادي، أشار السفير إلى أن التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 9 مليارات دولار خلال العام الماضي، موضحاً أن روسيا تواصل توريد القمح لمصر، وتشارك في بناء محطة الضبعة النووية، في وقت يستمتع فيه ملايين السياح الروس بالضيافة المصرية في المنتجعات والمناطق الأثرية.

واستذكر السفير الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى موسكو في 9 مايو الماضي للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الثمانين للنصر على النازية، حيث شارك الجنود المصريون جنبًا إلى جنب مع الجنود الروس في العرض العسكري بالساحة الحمراء، وهو ما يعكس عمق الشراكة والصداقة بين البلدين.

و وجّه السفير الروسي تهنئة حارة لأصدقاء روسيا في مصر والدول الأخرى، متمنيًا للجميع النجاح والسلام، ومعرباً عن ثقته بأن التعاون المشترك سيمكن البلدين من تجاوز التحديات وتحقيق مستقبل أفضل. ودعا الحضور للاستمتاع بالعروض الفنية الروسية ثم الانضمام إلى حفل البوفيه الختامي.