بفارق 8 أصوات فقط، فشلت المعارضة في تمرير مشروع قانون حل الكنيست الذي جرى التصويت عليه فجر اليوم، الخميس، بعدما عارضه 61 عضو كنيست، مقابل تأييد 53 عضوًا.
وشهد التصويت انقسامًا داخل كتلة "يهودت هتوراه" الحريدية، حيث صوّت أعضاء الكنيست عن حزب "أغودات يسرائيل" لصالح القانون، في حين عارضه نواب "ديغيل هتوراه"، أحد مكوني الكتلة.
وكانت المرجعيات الدينية لحزب "ديغيل هتوراه"، كانت قد أمرت في وقت سابق ممثلي الحزب في الكنيست بعدم دعم مشروع قانون حل الكنيست، وتأجيل القرار النهائي بهذا الخصوص لمدة أسبوع، في ظل الخلافات داخل الائتلاف حول إعفاء الحريديين من الخدمة العسكرية.
ورغم قرار المرجعيات الدينية للحريديين، قررت المعارضة طرح مشروع قانون حل الكنيست للتصويت أمام الهيئة العامة للكنيست، وذلك في مسعى لإحراج الأحزاب الحريدية، مع إدراكها أنها لن تتمكن من ممارسة ضغوط فعلية على بنيامين نتنياهو خلال الفترة المقبلة.
وبحسب ما أعلن الحاخام دوف لاندو، فإنه "بعد الاطلاع على جميع الالتزامات"، قرر توجيه ممثلي الأحزاب الحريدية إلى "تأجيل القرار بشأن حل الكنيست لمدة أسبوع، ومعارضة أي تصويت على ذلك إذا طُرح الليلة في الهيئة العامة".
وكان رئيس حزب "ديغيل هتوراه"، عضو الكنيست موشيه غفني، كان قد أجرى مكالمة هاتفية مع الحاخام موشيه هيلل هيرش، الذي يقيم حاليًا في الولايات المتحدة، وأبلغه بتحقيق "تقدم ملموس في المحادثات السياسية" مع الائتلاف حول قانون التجنيد.
وتبع ذلك اتصال بين الحاخام هيرش وعضوي الكنيست أوري مكليف ويعقوب آشر، من طاقم المفاوضات مع الليكود، حيث نقلا إليه نتائج التفاهمات مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ورئيس لجنة الخارجية والأمن، يولي إدلشتاين. وفي أعقاب ذلك، أوصى الحاخام هيرش بعدم التصويت هذا الأسبوع لصالح حل الكنيست.
وأعلن إدلشتاين في بيان: "يسرني أن أُعلن أننا، بعد نقاشات طويلة، توصلنا إلى تفاهمات بشأن المبادئ التي ستُبنى عليها صيغة قانون التجنيد، كما قلت منذ البداية اللجنة التي أترأسها ستُخرج قانونًا حقيقيًا فقط، نحن في طريقنا إلى إصلاح حقيقي في المجتمع الإسرائيلي وتعزيز أمن الدولة".
وأعلنت كتلتا "ديغيل هتوراه" و"شاس"، في بيان مشترك، أنه بعد محادثات مطوّلة مع إدلشتاين، تم التوصل إلى تفاهمات حول المبادئ الأساسية لمشروع قانون "الحفاظ على مكانة طلاب المعاهد الدينية (يشيفوت)، وأضاف البيان أنه "نظرًا للحاجة إلى عدة أيام إضافية لصياغة النص النهائي، وبناء على توجيهات مجلس كبار علماء التوراة في كل من ديغيل هتوراه وشاس، تقرر تأجيل التصويت على حلّ الكنيست إلى الأسبوع المقبل، لإتاحة المجال لاستكمال العملية والتوصل إلى الصيغة النهائية".
ودعت الكتلتان المعارضة إلى تأجيل طرح مشروع القانون، مؤكدتين أنه "إذا لم يتم تأجيل التصويت، فإننا سنصوت ضد حلّ الكنيست".
بدورها، أعلنت كتلة "أغودات يسرائيل" أنها ستدعم مشروع قانون حلّ الكنيست إذا طُرح للتصويت، موضحة أنه "حتى هذه اللحظة لم تُقدَّم أي مسودة قانون، ولا حتى اقتراح مكتوب يتضمن تفاصيل القانون الذي ينظم مكانة طلاب المعاهد الدينية"، وأن موقفها يستند إلى تعليمات واضحة من مجلس كبار الحاخامات.
على الجهة المقابلة، أصرت المعارضة على قرارها طرح مشروع قانون حلّ الكنيست للتصويت، رغم إدراكها بعدم وجود أغلبية كافية لتمريره، وبررت ذلك بالقول: "لن نساعد الحريديين على استخدام ورقة الضغط هذه لتمرير قانون تهرب من التجنيد".