27 - 06 - 2025

مركز المساعدات للقتل في غزة!

مركز المساعدات للقتل في غزة!

وما يزال العدو الأمريكي يمارس علينا الكذب والتضليل والتدليس باختراع جديد أسمه "مركز غزة للمساعدات" تحت إشراف إسرائيلي كامل بالسلاح والمدفعية والمسيرات..نحو 224 شهيدا و أكثرمن 1858مصابا، منذ 27 مايو الماضي وحتى كتابة تلك السطور(11يونيو) بمتوسط 6 شهداء فلسطينيين أغلبهم اطفال، وبذلك ينجح الشَرَكْ الأمريكي المسمى بـ"مركز المساعدات"في الارتفاع بمعدل القتل اليومي لأهالي غزة من 36 شهيدا إلى 42 في اليوم الواحد، ليكشف المركز الذي تشرف عليه واشنطن حقيقته ،وكونه مركز المساعدات للقتل، وليس الإنسانية.

ومنذ اندلاع المجازر الصهيونية في غزة والضفة، تحنث الولايات المتحدة بكل تعهداتها وتدعم، ببجاحة منقطعة النظير، آلة القتل اليومي الإسرائيلي، في تحد صارخ لما يسمى بـ"المجتمع الدولي" ولم تكتف بإمداد القتلة هناك بالصواريخ والطائرات والدبابات والقنابل، إنما تَحُولْ أيضا دون وصول الطعام والشراب والدواء للشعب الفلسطيني في غزة، رغم الرشاوى العربية التي كنا نعتقد أنها كفيلة بتدخل واشنطن، ليس من أجل إيقاف المجازر بحق أهالينا في غزة والضفة وفقط، إنما من أجل الإنسانية التي تطنطن بها أمريكا وتختبىء وراءها لتمرير المشروع الصهيوني في المشرق العربي.

بالوهم، اعتقدنا أن"الرشاوى"الخليجية التي انهالت على الرئيس الأمريكي، قد تدفع البيت الأبيض إلى مربع "الرحمة" وما يطلقون عليه زورا وبهتانا بحقوق الإنسان، بل دفعتها إلى مزيد من الابتزاز والسطو على مقدرات شعوب المنطقة، والأهم والأخطر القضاء على كل مقاوم للمشروع الاستيطاني الاستعماري في المشرق العربي كله، وهو الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة العربية، وبالرغم من كل ذلك ،ما زالت النخب العربية الحاكمة تمارس التدليس على شعوبها معلنة أن الولايات المتحدة، الوسيط النزيه الذي بيده الحل.

لم يكتف العرب بالتخلى عن الشعب الفلسطسني في غزة والضفة، بل يعادون في الوقت نفسه المقاومة في فلسطين، ويقدموها بالمجان لأعداء الأمة العربيةعلى مذبح القرابين للعم سام، الجالس على الكرسي البيضاوي في البيت الأبيض، حتى ترضى عنهم تل أبيب،وتحت ضغط العزلة، والمقاطعة العربية،والدماء التي تسال يوميا في كل أراضي فلسطين المحتلة ،لا تجد المقاومة مفرا من قبول ما لم تقبله الشعوب الحرة عبر التاريخ الإنساني، ووافقت على مضض بكل الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية عبر الوسطاء العرب من أجل إنهاء الحرب وإدخال المساعدات وتبادل الأسرى، على الرغم من أن كل العرب، الحكام قبل الشعوب، على يقين من أن واشنطن تخدعنا وتكذب علينا جهارا نهارا... تقف المقاومة في فلسطين المحتلة وحيدة بلا سند اللهم من أحرار الأمة في اليمن ولبنان.  

الغالبية العظمى من العرب، بمن فيهم مصر ،  يروا الأمريكان أعداء لا سبيل إلى تجنب شرورهم سوى الانصياع لمطالبهم ، وأن أمريكا هي الحل الأوحد لإلجام الكيان الصهيوني عن مشروعاته في التوسع والانتقام وابتلاع كل فلسطين .. لكن حرب غزة أثبتت زيف ووهم هذا الاعتقاد،و"حذاء" الفيتو الذي ترفعه الولايات المتحدة الأمريكية في وجه "التوسلات" العربية،من أجل إدخال المساعدات الإنسانية (فقط) إلى غزة خير دليل.

أرجوكم لا يتحدث أحد بعد الآن، غن ما درجنا على تسميته بـ "الصديق الأمريكي" ، ولنكن أمناء مع ضمائرنا ومع التاريخ ، ونقول " العدو الأمريكي .

في لبنان،ومنذ إعلان وقف إطلاق النا،بوساطة وضمان أمريكي،لم تتوقف إسرائيل عن قصف الجنوب وضواحي بيروت..المقاومة اللبنانية تقف وحيدة دون أي مساندة أو حتى دعم عربي ببيان يؤيد حق اللبنانيين في التصدي لآلة القتل الإسرائيلية،وما يزيد الطين بله أن النخب السياسية في بيروت تعادي المقاومةوفكرتها تحت وهم أن الخلاص منها يجنبها الاعتداءات الإسرائيلية..المقاومة اللبنانية حالها كحال شقيقتها في فلسطين،تقف وحيدة وسط بيئة محلية معادية وموقف عربي أكثر عداء.

لن يتحرر العرب من الاستعباد"الصهيوـ امريكي" إلا بالمقاومة ..والتاريخ بيننا.

-------------------------------------

بقلم:  أحمد عادل هاشم

مقالات اخرى للكاتب

مركز المساعدات للقتل في غزة!