وجه السفير الروسي في القاهرة، جيورجي بوريسينكو، كلمة بمناسبة العيد الوطني لبلاده، الذي تحتفل به روسيا في 12 يونيو من كل عام، عبّر فيها عن مشاعر الفخر بتاريخ روسيا الطويل، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية العلاقات المتينة بين موسكو والقاهرة، ومشدداً على موقف بلاده الراسخ تجاه القضايا الدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وقال بوريسينكو في مستهل كلمته: “أيها المواطنون الروس المقيمون في مصر، أيها الأصدقاء المصريون الأعزاء، نحتفل اليوم بذكرى وطنية عزيزة ترتبط بتحولات تاريخية شهدتها روسيا في أوائل تسعينيات القرن الماضي، غير أن الدولة الروسية أُسست منذ القرن التاسع الميلادي، حين كانت مدينة كييف عاصمة روسية، وشهدت عبر القرون تحولات وصراعات عدة، لكنها واصلت النمو بقوة رغم المحاولات المتكررة لتمزيقها وتدميرها”.

وتابع السفير الروسي أن روسيا “تكبدت خسائر كبيرة، وفقدت أراضٍ شاسعة، لكنها استطاعت أن تستعيد مكانتها العالمية، بل وأسهمت في تحرير شعوب أخرى من الاستعمار، لاسيما خلال الحقبة السوفيتية، عبر دعم حركات التحرر في أفريقيا وآسيا”.

وانتقد بوريسينكو السياسات الغربية التي قال إنها “تسعى للهيمنة العالمية وتكرر أطماع الماضي”، موضحاً أن “بعض الدول الأوروبية تحاول اليوم الاستحواذ على ممتلكات الآخرين كما فعلت فرنسا نابليون وألمانيا هتلر في السابق، وتحلم بإخضاع روسيا مجدداً، وهو ما يفسر تمدد حلف الناتو حتى حدودنا، وتحويل أوكرانيا إلى منصة للعدوان علينا”.

وأشار السفير إلى أن روسيا تجد نفسها مضطرة للدفاع عن أمنها القومي في مواجهة “الصواريخ والطائرات والدبابات الغربية”، مؤكداً أن بلاده “لا تدافع فقط عن أراضيها، بل عن حق كل الشعوب في العيش وفق تقاليدها وقيمها الحضارية والدينية، بعيداً عن الإملاءات الخارجية”.

وفي سياق حديثه عن العلاقات الدولية، شدد السفير الروسي على أن بلاده “تشعر بدعم حقيقي من شركائها في مختلف القارات”، مؤكداً أن “مصر تُعد شريكاً مهماً تربطنا به علاقات صداقة متينة وطويلة الأمد”. 

وأعرب عن تقديره للتعاون القائم بين موسكو والقاهرة، وحرصهما المشترك على تحقيق العدالة للقضية الفلسطينية التي وصفها بأنها “تعاني من عدوان مستمر بتواطؤ غربي يُعيد إنتاج العقلية الاستعمارية، مستخدماً الأسلحة الحديثة”.

كما أشار بوريسينكو إلى تطور العلاقات الثنائية ضمن إطار مجموعة “البريكس”، واصفاً هذا التعاون بأنه “نموذج أولي لنظام عالمي متعدد الأقطاب، يجسّد شكلاً جديداً من التعاون بين روسيا ومصر”.

وختم السفير الروسي كلمته بالتأكيد على قناعته بأن “جهود الدول التي تلتزم بمبادئ الاحترام المتبادل والعلاقات المتساوية قادرة على تحسين الحياة على كوكب الأرض”. ووجّه التهنئة لجميع المواطنين الروس وأصدقاء روسيا حول العالم بمناسبة العيد الوطني، قائلاً: “الحق مع روسيا، والمستقبل لنا”.