"السيستن" واقع.. هكذا قال لى عامل الأمن البسيط الموجود على مدخل مكتب شركة الاتصالات؛ عندما رفض الدخول لسداد فاتورة هاتفى الجوال.. أضحكني تعبيره "الجديد" وانا أتراجع عن الباب ؛
وسالته بنفس التعبير ساخرا : ومتى ينصب "السيستن" طوله ويرجع ان شاء الله..؟!
رد بثقة أهل الخبرة والعارفين
: مش عارفين يااستاذ .. اهو احنا على الحال كده من ساعتين..لكن فيه محاولات و اتصالات من أجل راحة الجمهور ...
شكرته بغيظ "ممزوج بالضحك" وانصرفت وتوجهت الى بنك قريب لسحب مبلغ من احدى الماكينات التابعة له والمرصوصة فى مدخله.. وبعد دخولى طالعنى رجل فى "عقده الخامس" قطع قراءته فى مصحف أمامه قائلا : الماكينات ما فيها فلوس..وبانتظار تغذيتها يمكنك الدخول للبنك لعمل ما تريده ؛ سمعت كلامه ودخلت قاعة البنك . سحبت رقما من ماكينة الأرقام بدورى.. جلست انتظر (١٨ ) رقما امامى؛
فتحت هاتفى ورحت اطالع بعض الرسائل على "الواتس" ومنه الى "فيسبوك " ؛ للهروب من لحظات الانتظار "المملة" فى مثل هذه المواقف..
قفزت من جوارى الى الخزينة سيدة تفوح منها "عطور كل الازمنة" ؛ كانها قادمة من محل عطور جربت فيه كل معروضاته..!!
دقائق معدود وعلت نبرة صوتها مع موظف الشباك : عايزه المدير من فضلك ؛ نهضت موظفة من طاقم خدمة العملاء لتستجلى الأمر ثم اصطحبتها الى مكتب جانبى؛ فجاة جاء صوت الإذاعة الداخلية للبنك: ( السادة العملاء..نعتذر عن تعذر تقديم خدماتنا؛ بسبب عطل طاريء فى السيستم.. رجاء تفهم الامر..)
لا حول ولا قوة الا بالله.. اصطبحت بوش مين النهارده..؟! هكذا قلت لنفسي..
لم اتحمل غيظى و توجهت الى مكتب نائب مدير البنك فى نهاية القاعة اسأله عن المدة التى سيستغرقها التوقف وغياب طيب الذكر والمعشر " الحاج سيستم " فجاءت اجابته : هذا أمر يصعب تحديده.. !!
قررت تأجيل امرى مع البنك الى مابعد اجازة العيد ؛ حتى يكون" العم سيستم" اكل لحمة العيد والفته ؛ وصارت صحته" بمب" و اخر "سستمه" وراجع منصوب القامة.. وعدت الى مكتب شركة الاتصالات لعل "وعسى" يكون "السيستن "بتاعهم عاد بسلامة الله ولكنى وجدت الوضع على ماهو عليه!! ومفيش زبون واحد بالمكتب.
ركبت سيارتى عائدا الى بيتى.؛ فى الطريق اضاءت لمبة الوقود على شاشة السيارة مطلقة تحذيرها الأول..بعد عشرات الأمتار دخلت محطة الوقود للتزود..استقبلنى عامل المحطة بابتسامة رقيقة وادب جم معتذرا : معلهشى يابيه .. مفيش خدمة حاليا ... علشان فيه صيانة للخزانات.واشار لى على لوحة اعتذار لم انتبه لها أثناء دخولى.. !!
كل ده فى يوم واحد.. !!
ومرة اخرى قلت لنفسي وانا اشد غيظا : اصطبحت بوش مين اليوم ..؟؟!!
--------------------------------
بقلم: عبدالرزاق مكادي
