13 - 06 - 2025

لا تظلموا الدكتور مدبولى

لا تظلموا الدكتور مدبولى

التسريبات المثارة بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي عن اعتزام مصر ترشيح " الدكتور مهندس" مصطفي مدبولى رئيس الوزراء ؛ لتولى مهام الأمانة العامة لجامعة الدول العربية؛خلفا للسفير احمد ابو الغيط الذى ستنتهي مدته فى سبتمبر المقبل أراها ظالمة للدكتور مدبولى و عبئا ثقيلا عليه ؛ وتجارب كل الذين شغلوا هذا المنصب تقول انهم ممن تمرسوا فى العمل الدبلوماسى و دراساته؛ وخاصة القانونية..و شاغل هذا المنصب سيجد نفسه فور توليه مهامه مثقلا بهموم وقضايا الاسرة العربية كلها  وميراث صراعاتها "الدامية" التى تنوء من حمله الجبال ؛ وعلى الراس منها قضية فلسطين؛ التى دخلت فصلا جديدا ومثيرا اشد خطورة؛ وضعها فى منعطف ومفترق طرق يسبح فى الضبابية ؛ وسط تداعيات وتطورات اقليمية ودولية وصلت إلى حد "الغليان"؛وتهدد بالقاء "حممها " الحارقة على الإقليم العربى برمته..!!.

ساعد على ذلك بكل اسي وأسف وهيأ الاجواء له حالة العجز العربى المبين؛ تلك التى كشفتها الحرب الإسرائيلية المدمرة التى يشنها بنيامين نتنياهو وجنرالاته بدعم وانحياز امريكيين فاضحين منذ اكثر من عام ونصف ضد المقاومة الفلسطينية والمدنيين فى قطاع غزة ؛ فى أطول حرب تدخلها دولة الاحتلال فى تاريخها..

يشهد تاريخ جامعة الدول العربية منذ نشاتها عام ١٩٤٥ ؛ ان الامانة العامة تولاها أصحاب المسيرة و الخلفية" الدبلوماسية والقانونية"؛ بدءا من عبدالرحمن عزام وعبدالخالق حسونة ومحمود رياض وعصمت عبدالمجيد وعمرو موسي ونبيل العربى الى أحمد أبو الغيط؛ وحتى عندما رأى بعض"المندفعين ومراهقي السياسة "من قادة العرب نقل الجامعة الى تونس خلال سنوات"الجفوة "مع مصر تولاها على مدى ١١عاما ( ١٩٧٩- ١٩٩٠) المفكر والمثقف التونسي الشاذلى القليبى؛ الذى ترك دراسة الطب فى فرنسا مبكرا الى ساحات الفكر والثقافة ودهاليز واروقة والدبلوماسية حتى استقالته من الجامعة عام ١٩٩٠.

باختصار ..كاتب هذه السطور يرى انه يوجد فى مصر العشرات مالم يكن"المئات" من أصحاب المسيرات والخلفيات الدبلوماسية والقانونية  ممن لديهم مهارة إدارة دفة بيت العرب "المتصدع" فى واحدة من اخطر المراحل التى يمر بها العرب وبيتهم - مع كل التقدير وعظيم الاحترام للدكتور مصطفى مدبولى-  الذى يكفيه تجربته فى رئاسة حكومة مصر بما لها وما عليها فى فترة "صعبة حرجة" يعبرها الوطن...فلا تظلموا الرجل وتحملوه  قضايا وهموم كل العرب..

------------------------------------

بقلم: عبدالرزاق مكادي

مقالات اخرى للكاتب