في أجواء روحية مفعمة بالإيمان والرجاء، ترأس اليوم السبت الموافق 7 يونيو 2025، غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، زيارات حج يوبيل الرجاء المخصصة لخدام وخادمات التعليم المسيحي من مختلف كنائس القاهرة، والتي نُظّمت تحت إشراف مكتب التعليم المسيحي بالإيبارشية البطريركية بالقاهرة.
جاءت هذه المبادرة تزامنًا مع احتفالات الكنيسة الكاثوليكية الجامعة في مصر والعالم بعام "يوبيل حجاج الرجاء"، الذي يُقام هذا العام تحت شعار: "الرجاء لا يُخَيِّبْ صاحبه"، في دعوة مفتوحة للرجوع إلى روح البشارة وسط عالمٍ متعطش للأمل.
بدأ اليوم الروحي من بازيليك القديسة تريزا الطفل يسوع بمنطقة شبرا، إحدى الكنائس اليوبيلية التابعة للكنيسة اللاتينية في مصر، حيث استُقبل المشاركون من قبل الأب أنطونيوس إسكندر، المفوض العام للرهبنة الكرملية، والأب كيرلس مقار. وشملت الزيارة تلاوة صلاة يوبيل الرجاء، وعرضًا تعريفيًا عن تاريخ الكنيسة والرهبنة الكرملية، بالإضافة إلى جولة داخل المزار الشهير، الذي يحمل شهادات شكر من مؤمنين حول العالم تأثروا بشفاعة القديسة تريزا.
توالت بعد ذلك المحطات الروحية والتاريخية للوفد، حيث زار المشاركون كاتدرائية السيدة العذراء سيدة مصر بمدينة نصر، حيث قدّم القمص فرنسيس مراد عرضًا عن تاريخ الكاتدرائية، وأيقوناتها البارزة، والخدمات التي تميزها.
ومن المحطات المؤثرة أيضًا، كانت زيارة مقابر الآباء البطاركة والأساقفة المدفونين أسفل الكاتدرائية، حيث أقيمت صلاة المسبحة الوردية لأجل راحة أنفسهم، وسط خشوع وتأمل.
كما شملت الزيارات شجرة مريم الأثرية بالمطرية، أحد أبرز معالم مسار العائلة المقدسة في مصر، حيث استمع الخدام لشرح تفصيلي عن المكان وتجديداته الحديثة، وشاهدوا فيلمًا وثائقيًا يروي مراحل زيارة العائلة المقدسة لهذا الموقع المقدس.
وفي كنيسة العائلة المقدسة بالمطرية، ألقى الأخ محسن مجدي محاضرة حول "مفهوم الحج المسيحي وتاريخ البازيليكات"، متناولًا الفرق بين مفاهيم الحج عبر العصور، ومكانة البازيليكا في التاريخ المسيحي، ثم قدّم القمص جورج سليمان عرضًا عن تاريخ الكنيسة وأيقوناتها وخدمتها الرعوية.
اختُتمت الرحلة الروحية بإقامة القداس الإلهي برئاسة غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، ومشاركة القمص جورج سليمان، وحشد من خدام وخادمات التعليم المسيحي، حيث عبّر غبطته في عظة القداس عن امتنانه العميق لمشاركة الخدام في هذه الزيارات، مؤكدًا أنهم "شهود على القيامة والحياة"، داعيًا إياهم إلى الاستمرار في نقل الإيمان المسيحي بفرح إلى الأجيال الجديدة.
وقال غبطته: "علينا أن نعيش يوبيل الرجاء في بيوتنا وعائلاتنا، فذلك هو التمجيد الحقيقي لاسم الله القدوس"، منوهًا إلى أهمية الدور الذي تقوم به الكنيسة الكاثوليكية بمصر في دعم خدام التعليم المسيحي بالأدوات والنماذج التي تساعدهم على أداء رسالتهم.
وقد تخلل القداس تقديم بعض الطلبات من الخدام، وتكريم غبطة البطريرك والأب جورج سليمان بهدية تذكارية من مكتب التعليم المسيحي، تقديرًا لمساندتهم المستمرة للخدمة.
يُذكر أن فعاليات اليوم فتحت المجال للنقاش والتفاعل بين الخدام والآباء الكهنة، حيث تم الرد على التساؤلات المطروحة، في أجواء من الأخوّة والمشاركة، ليخرج الجميع بروح متجددة، محملة برجاءٍ يُحيي، وإيمانٍ يدفع نحو المزيد من العطاء في خدمة الكنيسة.